الحكومة التركية ترغب في مصالحة أكراد تركيا، بإدخال أحرف إلى اللغة التركية، مستَعمَلة في اللغة الكردية، في خطوة للتقريب بين القوميّتين من جهة، وكإصلاح تراه يرضي الاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى.هذا ما ذكرته صحيفة «زمان» التركية أمس، كاشفةً عن أنّ من ضمن «الإصلاحات المفاجئة» التي أعلن وزير الخارجيّة علي باباجان عزم حكومته السير فيها قريباً، هو إدخال أحرف x وq وw إلى اللغة التركية. وهذه الأحرف الثلاثة لا تتضمّنها الأبجدية التركية، واعتُبرَت طويلاً، ولا تزال، رمزاً للنضال القومي الكردي في تركيا؛ فالعشرات من الأكراد سُجنوا وحُوكموا بسبب استعمالهم هذه الأحرف، كتابة أو حتّى شفهيّاً.
حتّى إنّ القيادي السابق في حزب المجتمع الديموقراطي الكردي، محمود أليناك، مثُل أمام المحاكمة في العام الماضي، لا لسبب إلا لأنه أرسل إلى رئيس الحكومة رجب طيّب أردوغان دعوة لحضور مناسبة مكتوبة باللغة الكرديّةوفي السياق، ذكرت «زمان» أنّ الرئيس التركي الثامن، تورغوت أوزال، اقترح مطلع التسعينيات إجراء تعديل لغوي مشابه لإرضاء المطالبات الكردية الثقافية الكبيرة حينها، غير أنّه تراجع عن اقتراحه تحت وطأة ضغوط ومقاومة الجناح المحافظ في المؤسّسة العسكرية التركية.
ويقول أحد رموز القومية الكردية في تركيا، النائب السابق ورئيس جمعية الكتّاب الأكراد، سيدات يورتداس، تعليقاً على تلميح باباجان بتغيير بعض قواعد اللغة، إنّ من شأن إدخال الحروف الثلاثة إلى الأبجدية التركية، التقريب بين اللغتين، وبالتالي تخفيف التوتّر الذي كثيراً ما وصل إلى حدّ العداء بين الأكراد والأتراك.
ولسلّة الإصلاحات الموعودة، أهداف تتخطّى تهدئة أكراد تركيا، لتصبّ في خانة تسريع وتسهيل ملفّ ترشيح تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وإلى جانب «الإصلاح اللغوي»، تسعى حكومة أنقرة إلى السير بجملة إجراءات وتعديلات دستورية وقانونية، وصفها باباجان بأنها ستكون «مفاجئة»، من المقرَّر، بحسب الصحيفة التركية، أن يتمّ إقرارها فور الانتهاء من إجراءات موازنة عام 2008، أي بمهلة زمنيّة تُرَجَّح أن تكون في كانون الثاني المقبل.
وأشارت «زمان» إلى أنّ تعديلات جذرية ستطال «تحديث» محكمة الحسابات التركيّة، وقانون النقد للسماح للمجموعات غير المسلمة في البلاد باسترداد ممتلكاتها وأصولها الماليّة. أمّا الإجراء الأبرز، فسيكون من دون شكّ السماح لمحكمة الحسابات التدقيق بمدفوعات مؤسّسة الجيش وميزانيّتها وأموالها. وهنا يتوقّع كُثُر أن تحصل المواجهة الحقيقية بين حكومة حزب «العدالة والتنمية» وعسكر تركيا.
(الأخبار)