حيفا ــ فراس خطيب
عقد «التجمع الوطني الديموقراطي»، أول من أمس، مؤتمراً في مدينة شفاعمرو، تحت عنوان «العدل والإنصاف»، شارك فيه أكثر من ألف شخص، ودعا إلى «التمسك بالثوابت الوطنية»، ورفض الاعتراف بيهودية الدولة والقول: «لا لبوش وأنابوليس».
وألقى رئيس «التجمع»، عزمي بشارة، كلمةً عبر شاشة، أوضح فيها أنّ «أنابوليس» ما هو إلا «حملة علاقات عامة لجورج بوش»، مضيفاً أن المؤتمر أقيم «بقرارٍ من الرئيس الأميركي جورج بوش في أوج أزمة العراق وأزمات الرأي العام الأميركي في أعقاب عدد من التقارير، ما اضطر بوش إلى عمل أي شيء لإثبات نجاح سياسته في المنطقة أمام الرأي العام الأميركي».
وأشار بشارة إلى أن رؤية بوش مطابقة لرؤية رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أرييل شارون، المتلخصة بـ«التخلص من أكبر عدد من الفلسطينيين على أصغر بقعة من الأرض»، بكل ما في ذلك من «تغييب للقضايا الجوهرية والمعاناة التي يكابدها الشعب الفلسطيني».
وتوقف بشارة عند اسم المؤتمر «العدل والإنصاف»، مشدّداً على أن «الصراع هو على العدالة والتحرر في وقت تحاول فيه قيادات عربية أن تطرح العملية كأنها غير واقعية». وقال إنه «مع العلم أن القضية الفلسطينية هي قضية تحرر وعدالة، وليست قضية دولة، ومن هنا التأكيد على عناصر العدالة والإنصاف، وحق العودة والسيادة والقدس وإزالة المستوطنات».
بدوره، رأى النائب جمال زحالقة أن «قرار عقد المؤتمر لم يصدر في لحظة غضب، بل من منطلق المسؤولية الوطنية والأخلاقية والسياسية تجاه قضية فلسطين وقضية شعبنا».
وقال إن الشعارات المرفوعة ليست شعارات رفضية، فهي تبدأ بـ«نعم» ترافقها «لا» نافية، وبإمكان القيادة الفلسطينية أن تقول «لا»، «مثلما فعل الرئيس الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد».
وقال زحالقة إن بوش ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أعلنا فرصة تاريخية «يكون فيها الانقسام شرطاً للكلام». ورأى أن أخطر ما في أنابوليس هو «تكريس الانقسام على الساحة الفلسطينية»، مشيراً إلى أن شعار «دولتين لشعبين» قد أصبح الآن في «منتهى الخطورة»، ودعا الأحزاب العربية إلى التنازل عن هذا الشعار.
أما النائب سعيد نفاع فرأى أن «الوقوف ضد أنابوليس هو موقف، وليس مع أحد ضد أحد»، مشدّداً على ضرورة تعزيز القاعدة الشعبية التي تعدّ الظهير للقيادة. وأشار إلى أن «أي حل لن يكون عادلاً منصفاً إلا إذا كان رافعاً للرأس».