بغداد ــ الأخبار
«التيار الصدري» يتّهم الحكومة بتجنيد مجموعات تنتحل صفة «جيش المهدي»

برّأت قوّات الاحتلال الأميركيّة أمس تنظيم «القاعدة» من التفجير الذي ضرب سوق الغزل في بغداد يوم الجمعة الماضي، وحملت مسؤوليته إلى مجموعات قالت إنها مدعومة من إيران، وذلك بعد تهدئة أميركيّة حيال طهران دامت نحو شهر، تحضيراً لعقد القمّة الرابعة بين البلدين حول أمن العراق، والتي تردّد أنها ستعقد في العاصمة العراقية غداً.
في هذا الوقت، أفادت صحيفة «الصباح» الحكومية العراقية بأنّ اجتماعاً رفيع المستوى سيُعقَد قريباً بين أركان الحكومة العراقية والجانب الأميركي لوضع اللمسات النهائية على مشروع جديد للمصالحة الوطنية، وسط تقديرات بأن يكون له أثر كبير في إرضاء الأطراف المعارضة للعملية السياسية.
وذكرت «الصباح» أنّ «اللقاء المهم سيجمع في الأيام المقبلة، إلى لجنة المصالحة في البرلمان، رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي والجانب الأميركي، لوضع اللمسات النهائية لمشروع المصالحة الوطنية قبل إعلانه من الحكومة».
ونسبت الصحيفة إلى رئيس اللجنة البرلمانية، وثاب شاكر، قوله إنّ التنسيق الكبير بين رئيس الوزراء واللجنة «سيثمر تحقيق نتائج أكثر من إيجابية في موضوع المصالحة الوطنية».
أمّا صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فكشفت عن أنّ إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش قلّلت من التوقّعات بتحقيق بعض الأهداف السياسية الكبرى في العراق رغم النجاحات العسكرية التي كانت أكبر بكثير من العوامل السياسيّة. وذكرت الصحيفة أنّ الإدارة لم تعد تعوّل كما في السابق على إمرار قانون النفط، والانتخابات المحلية. ونقلت عن مسؤولين في الإدارة قولهم إنّ البيت الأبيض يركّز حاليّاً «على أهداف محدودة لكن قابلة للتحقيق»، أبرزها إمرار الموازنة العراقية الجديدة، وتجديد تفويض الأمم المتحدة والوجود الأميركي في العراق، وإقرار تعديل قانون اجتثاث البعث.
وعن هذا القانون، الذي اتخذ اسم «المساءلة والعدالة»، ظهر أمس، خلال التصويت عليه بالقراءة الأولى، أنّ الكتلة الصدرية باتت الكتلة النيابية الوحيدة التي تعارض إقراره. وأدّت تلك المعارضة إلى حدوث مشادّة بين النائب عن الكتلة، فلاح شنشل، الذي يرأس لجنة «اجتثاث البعث» في البرلمان، وبين رئيس المجلس محمود المشهداني، الذي ينتمي إلى «جبهة التوافق العراقية»، المعروف عنها تأييدها الشديد للقانون.
وعن تداعيات اتهام المتحدّث باسم الجيش الأميركي الأميرال غريغوري سميث، خلال مؤتمر صحافي أول من أمس، مجموعات شيعية مدعومة من إيران بالوقوف خلف تفجير سوق الغزل، ردّ التيار الصدري باتهام جهات حكومية بتجنيد مجموعات تنتحل صفة «جيش المهدي»، لتبرير الحملة التي تشنّها عليه.
وكان سميث قد أشار إلى أنّه «ليس هناك أي دليل على إصدار أوامر من طهران لتنفيذ الهجوم»، لكنّه لفت إلى أنّ 4 عناصر اعتقلوا واعترفوا بتنفيذ العملية، وأنّ التحقيقات أكّدت أنّ العبوة الناسفة التي استخدمت ايرانية الصنع. وأضاف أنّ «هذه الجماعات تسعى إلى أن يكون الانفجار شبيهاً بما يقوم به تنظيم القاعدة من خلال قتل الشيعة والسنة على حدّ سواء من أجل إشعال الفتنة بين العراقيّين».
وفي السياق، قال رئيس الكتلة الصدرية النائب في مجلس النواب، نصار الربيعي، إنّ السلطات في محافظتي كربلاء والديوانية تتّبع «الأسلوب الصدّامي»، ضدّ أبناء التيار الصدري، «من خلال نسب الأفعال والتصرفات الإجرامية إلى جيش المهدي».
وأعلن المتحدّث باسم التيار الصدري، الشيخ صلاح العبيدي، مغادرة وفد منه إلى مصر، بناءً على دعوة رسمية، وذلك «ضمن إطار توجّه التيار للانفتاح على المحيط العربي ومواصلة تبادل وجهات النظر في السياسات التي يتبنّاها بشأن ما يخدم مستقبل العراق».
إلى ذلك، قال الأمين العام لمنظّمة أنصار الدعوة في العراق، مازن مكية، المقرّب من رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري، في تصريح صحافي أمس، إنّ «مشروع التيار الوطني (الذي يجري التحضير له بمباركة الجعفري) يُعدّ اختباراً حقيقياً لنوايا وتوجّهات الجميع، وقدرتهم على التحرّر من قيود الولاءات الطائفية والعرقية». وكشف عن أنّ الاستعدادات الجارية لإطلاق التيار الوطني الجديد، تتسارع، وسيكرّسها مؤتمر شعبي عام سيكون فاصلاً نحو حراك سياسي حقيقي».
وأكّدت المنظّمة تأييد المرجع الديني محمد اليعقوبي والدكتور محمود المشهداني وأحزاب وحركات سياسية شيعية وسنية، المشاركة في المؤتمر المزمع عقده قريباً.
ميدانيّاً، قُتل أمس أكثر من 13 عراقياً، 9 منهم سقطوا قرب وزارة الصحة وسط بغداد في انفجار سيارة مفخّخة.