strong>رغم لغة الحوار السائدة هذه الأيام في الخطاب السياسي المتبادل بين إيران والغرب، لا تزال طبول الحرب تُقرع، من خلال مناورات من هنا وتهديدات من هناك، جديدها إعلان طهران تدشين غوّاصة حربية، وتأكيدها في الوقت نفسه أنها لن تقفل مضيق هرمز في حال نشوب مواجهة عسكرية
رفضت طهران أمس طلباً تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة الماضي يقضي بالسماح لها بالقيام بعمليات تفتيش إضافية للمنشآت النووية على أراضيها.
وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، غلام رضا آغازاده، في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية «ارنا» أول من أمس، «لا يزال مبكراً جداً بحث احتمال قبول البروتوكول الإضافي (الذي يسمح للوكالة بالقيام بعمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية الإيرانية). وإذا تحدّثنا يوماً عن بروتوكول إضافي، فلن يتم الأمر اليوم بالتأكيد».
وأعلن آغازاده أن وكالة الطاقة أبلغت بلاده رسمياً إغلاق ملف أجهزة الطرد المركزي «بي ــ1» و «بي ــ 2» وانتقال البحث إلى بند التلوث النووي، مشيراً إلى أن وفداً من الوكالة سيزور طهران في 10 كانون الأول المقبل لهذه الغاية.
وكشف آغازاده أنه «جرى إنتاج قضبان من الوقود النووي.. ستستخدم في نهاية النصف الأول من العام الإيراني المقبل (أيلول 2008) لتغذية مفاعل اراك» في مدينة أصفهان.
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، فقد أشار في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى أن إيران ستنفّذ البروتوكول الإضافي «عندما يصدق عليه مجلس الشورى الإسلامي».
وأضاف حسيني إن لدى طهران «اقتراحات قيد الإعداد وسنقدمها بعون الله في المباحثات المقبلة بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا» في 30 تشرين الثاني الجاري.
وفي مسقط، أكد وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي، لدى لقائه أول من أمس سلطان عمان قابوس بن سعيد، أن «هناك خطوة إيجابية لبدء مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي الإقليمي في منطقة الخليج الفارسي».
وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن متكي سلّم السلطان قابوس رسالة من الرئيس محمود أحمدي نجاد، لم يكشف عن مضمونها.
واستعرض قابوس مع متكي مواقف سلطنة عمان بشأن لبنان وفلسطين والعراق.
وفي الكويت، حيث التقى نظيره محمد السالم الصباح، قال متكي أمس إن إيران تأمل أن تتمكن «بحلول نهاية العام» من حل نزاع على الحدود البحرية مع الكويت يعطّل تطوير حقل الدرة للغاز. وأضاف متكي إن لجنة من خبراء قانونيين وفنيين من البلدين ستجتمع قبل نهاية العام لبحث المسألة، مضيفاً إن إيران «تدرس بجدية» احتمال تصدير الغاز للكويت.
وفي طهران، أعلن قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري، خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، أن «إغلاق مضيق هرمز ليس مدرجاً على جدول أعمالنا»، مشيراً إلى دور طهران الفاعل في إرساء الأمن في الشرق الأوسط.
وكشف سياري عن خبر تسلّم القوة البحرية أحدث الغوّاصات المحلية الصنع، من طراز «غدير»، في اليوم الوطني للقوة البحرية المصادف 28 تشرين الثاني. كما أعلن سياري أن إيران ستبدأ إجراء مناورة عسكرية في الخليج وبحر عمان في شهر شباط المقبل.
في سياق آخر، أعلن رئيس مجلس الإعلام في وزارة الداخلية الإيرانية، محمد حسين بور، تعيين المساعد السياسي لوزير الداخلية العميد علي رضا افشار، رئيساً للجنة الانتخابات التشريعية، مؤكّداً إجراءها في 14 آذار 2008 بالطريقة الإلكترونية.
وفي برلين، أفادت تقديرات وزارة المالية الألمانية المنشورة في مجلة «دير شبيغل» أول من أمس بأن تبنِّي عقوبات مشددة على إيران بسبب برنامجها النووي سيكبّد «على مدى متوسط» الميزانية الألمانية ملياري يورو.
وأفادت «دير شبيغل» أنه إذا وضع مصرف «ملي» الإيراني، الذي يتولّى معظم التعاملات الألمانية مع إيران، على قائمة الحظر الخاصة في الاتحاد الأوروبي، فإن ذلك سيكبّد الميزانية ما بين 700 و800 مليون يورو (1.2 مليار دولار) في العام المقبل لأن الحكومة ستكون مضطرة إلى دفع قيمة الأضرار للشركات الألمانية.
(مهر، د ب أ، يو بي آي، أ ف ب، ارنا)