عاد رئيس الحكومة الأسبق نوّاز شريف إلى باكستان، أمس، آتياً من منفاه في السعودية التي زارها الرئيس برويز مشرّف قبل أيام، مطلقاً معركته ضدّ «الديكتاتورية» من داخل البلاد التي تشهد اضطرابات أمنية، كان آخرها تفجيران انتحاريان أسفرا أول من أمس عن مقتل نحو 35 شخصاً.وقدّم الملك السعودي عبد الله طائرة خاصة لتقلّ شريف وشقيقه شهباز إلى باكستان، إضافة إلى سيارة ليموزين مصفّحة أقلّته من المطار إلى جولة في لاهور ليحيّي مناصريه، فإلى منزله.
وفور عودته، أعلن شريف عزمه على خوض الانتخابات التشريعية. وقال «نريد الديموقراطية ولا شيء غير ذلك، أنا هنا كي أؤدي دوري وأبذل قصارى جهدي لأخلّص البلاد من الديكتاتورية».
أما النائب السابق المقرّب من شريف، برويز مالك، فأعلن أن حزب الرابطة الإسلامية ـــــ جناح شريف «سيشارك بالكامل في السياسة الوطنية».
واحتشد لاستقبال شريف في مطار لاهور الآلاف من مؤيديه، رغم التعزيزات الأمنية التي قامت بها الحكومة الباكستانية منذ أول من أمس، هاتفين لزعيمهم العائد من المنفى بعد 7 سنوات، ولا سيما بعد فشل محاولة سابقة للعودة في أيلول الماضي، أسفرت عن إعادة نفيه إلى السعودية.
وقال المتحدث باسم حزب شريف، إحسان إقبال، إن السلطات اعتقلت نحو 1800 من مناصريه، في عملية «قمع كبيرة» في لاهور والبلدات الأخرى المجاورة لمنعهم من الترحيب بزعيمهم حين عودته، مضيفاً «إنهم يعتقلون كل الزعماء... لا أعلم أي نوع من الانتخابات يريدون إجراءها».
من جهتها، برّرت السلطات تدابيرها الأمنية الصارمة بأخذ الحيطة «كي لا يتكرّر سيناريو عودة رئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو»، والذي أودى بحياة أكثر من 143 مواطناً في محاولة اغتيال استهدفتها.
ونفى المتحدث باسم الرئيس الباكستاني، رشيد قريشي، أن تكون عودة شريف قد جاءت بناءً على اتفاق بينه وبين مشرّف برعاية سعودية، قائلاً «إنه (شريف) عائد بملء إرادته ولن يمنعه أي شخص». كذلك فعل القيادي في حزب شريف، مشاهد الله خان، الذي أعلن أن «عودته (شريف) إلى باكستان ليست نتيجة أي اتفاق، بل هي ثمرة جهود الحكومة السعودية».
وكان مستشار مقرّب من مشرّف، رفض الكشف عن هويته، قد أكد أول من أمس أنّ «صفقة» بين الطرفين مهّدت للعودة، بعد أن التقى شريف رئيس المخابرات الباكستانية الجنرال نديم تاج ومعاوناً آخر لمشرّف في السعودية. وبحسب هذا المسؤول، فإن شريف تعهّد بموجب الاتفاق بـ«عدم اتباع سياسة المواجهة».
وبعد إبعاد رئيس المحكمة العليا افتكار شودري وجميع القضاة المعارضين له على أثر إعلانه حال «الطوارئ»، وتعيين قضاة آخرين في المحكمة، صادقت الأخيرة على انتخاب الرئيس الباكستاني لـ5 سنوات مقبلة، ما يعني تنفيذ وعده وتخلّيه عن الزي العسكري في غضون أيام بعد أن يقسم اليمين الدستورية.
وفي السياق، قدّمت بوتو أوراق ترشحها للانتخابات التشريعية، أمس، في كاراتشي، معلنة في الوقت نفسه أن حزبها يمكن أن يتراجع عن المشاركة في عملية الاقتراع إذا لم يقدم مشرّف ضمانات بانتخابات عادلة.
وكان تفجيران انتحاريان قد استهدفا أول من أمس حافلة تقلّ أفراداً لمركز مخابرات ونقطة تفتيش خارج المقرّ العام للجيش في روالبندي. وأسفر التفجيران عن مقتل 35 شخصاً، بحسب وسائل الإعلام، و15 قتيلاً بحسب المتحدث باسم الجيش.
كذلك أعلن الجيش الباكستاني مقتل نحو 30 متمرّداً وجندياً باكستانياً في عملية عسكرية نفّذها الجيش في منطقة سوات القبلية الشمالية الغربية.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)