للمرة الأولى في تاريخ أوستراليا، قادت الانتخابات التشريعية أمس إلى إمساك حزب العمال بكل الحكومات على المستوى الفدرالي والإقليمي والمحلّي في الولايات التسع، بعد الهزيمة الكبيرة التي مُني بها رئيس الوزراء المخضرم جون هوارد أمام زعيم المعارضة كيفين رود.وسارع البيت الأبيض إلى تلقف هزيمة حليفه، بالإعلان عن تطلّع الرئيس جورج بوش إلى «العمل مع هذه الحكومة الجديدة لمواصلة علاقاتنا التاريخية»، وذلك بعدما تعهّد رود، خلال حملته الانتخابية، بسحب القوات الأوسترالية من العراق، والتوقيع على بروتوكول كيوتو الذي يضع قيوداً على انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، الأمر الذي سيزيد من عزلة واشنطن في هاتين القضيتين.
وبالإضافة إلى مسألتي العراق والاحتباس الحراري، دارت المعركة الانتخابية أساساً على قضايا داخلية. واستفاد حزب العمال من الغضب من قوانين جهات العمل ورفع أسعار الفائدة، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأوسترالي ازدهاراً.
واعترف هوارد، الذي فاز في الانتخابات أربع مرات، وتولّى السلطة لمدة 11 عاماً، بأن حكومته فقدت السلطة، قائلاً إنه يتحمل المسؤولية كاملة عن الهزيمة.
وفي مؤتمره الصحافي الأول كرئيس وزراء مرتقب، أوضح رود أنه أكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي على «محورية» التحالف العسكري الرسمي مع الولايات المتحدة بالنسبة إلى سياسة بلاده الخارجية، حيث سيتابع ألف جندي أوسترالي مهمتهم في أفغانستان. وأشار إلى أنه سيزور واشنطن في وقت مبكر من العام المقبل.
وتعهد زعيم حزب العمال بتوثيق العلاقات مع الأصدقاء والحلفاء الرئيسيين بعد إنهائه 11 عاماً من حكم المحافظين بزعامة هوارد. ورحّبت وسائل الإعلام الصينية والإندونيسية بفوز العمال، في حين حذرت بعض وسائل الإعلام اليابانية من علاقات الدبلوماسي السابق، الذي يتقن لغة الماندارين الصينية، الوثيقة مع بكين المنافسة لطوكيو في بعض الأحيان.
ومن المقرر أن يحصل حزب «العمال» (يسار الوسط) على ما يصل إلى 86 مقعداً في البرلمان المؤلف من 150 مقعداً. لكن لا يزال المحافظون يسيطرون على مجلس الشيوخ حتى تموز المقبل، ما قد يؤدي إلى تعطيل أهداف رود، ووعده بإلغاء قوانين سنّها الحزب الليبرالي لا تحظى بشعبية، وهي الأهداف التي عززت فوزه بشدة. وسيتعين عليه التفاوض مع أحزاب صغيرة متنوعة في مجلس الشيوخ، بما في ذلك حزب «الخضر» الأوسترالي ذو الميول اليسارية، وحزب «الأسرة أولاً» المحافظ.
وأدت الهزيمة إلى انقسام في الحزب الليبرالي بعد قرار بيتر كوستيلو، المرشح لخلافة هوارد، عدم رغبته بتسلّم القيادة. وقال: «سأسعى من أجل بناء مستقبلي المهني بعيداً عن السياسة في عالم التجارة».
(رويترز، د ب أ، أ ف ب)