واشنطن ـ محمد سعيد
أقر مجلس الأمن القومي الأميركي، في أحدث تقرير له هذا الشهر، بالفشل في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية الواسعة المجال التي وضعتها حكومة الرئيس جورج بوش لعام 2007 في أفغانستان بالرغم من النجاح الملحوظ الذي قال إن «القوات الأميركية ومعها قوات حلف الأطلسي حققته في قتالها ضد قوات حركة طالبان».
وقد تم إعداد التقرير عقب مراجعة شاملة في أواخر عام 2006 تناولت سلسلة من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الولايات المتحدة في أفغانستان لعام 2007، بينها تحقيق تقدم أمني واقتصادي وتحسين مستوى الحكم في كابول.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن «التقييم الأخير خلص إلى أن ثمة تقدماً طفيفاً حدث إذ أظهرت المعارك ضد مقاتلي طالبان تقدماً ملحوظاً بينما استمر تحقيق التحسينات فى المجالات الأخرى يعاني التباطؤ».
وقالت الصحيفة إن «هذا التقييم يعكس الاختلافات الحادة بين الجيش الاميركي ومسؤولي الاستخبارات حول حرب افغانستان والى أين تتجه». ويعترف محللو الاستخبارات الأميركية بتحقيق انتصارات في ميادين المعارك، لكنهم يؤكدون توسع طالبان وامتداد نفوذها من دون مواجهة أية تحديات إلى مناطق جديدة وزيادة زراعة الأفيون وضعف حكومة الرئيس حامد قرضاي كمؤشرات على تدهور الجهود الاميركية في الحرب.
وقال مستشار لمجلس الأمن القومي وخبير فى الشؤون الافغانية «يدور نقاش رئيسي الآن بين الجيش، وخصوصاً القادة الميدانيين، ومجتمع الاستخبارات والبعض في وزارة الخارجية حول ماذا نحن فاعلون مع تلك التقارير المتضاربة بشأن ما يجري فى افغانستان».
وبالرغم من تأكيد القادة العسكريين الأميركيين أن كل المعارك التي خاضتها القوات الأميركية وحلفاؤها الأطلسيون قد أسفرت في معظمها عن إلحاق الهزيمة بقوات طالبان إلا أن مسؤولاً استخبارياً أميركياً أكد أن «هذه الهزائم لم تفتّ في عضد طالبان ولم تحدث اضطراباً في صفوفهم حيث يمتلكون القدرة على تعوبض خسائرهم».
وقد عبّر مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض عن تشاؤمه بشأن أفغانستان، وخصوصاً في ظل تصاعد التأييد والدعم الذي تلاقيه طالبان والقاعدة في المناطق القبلية الباكستانية المتاخمة للحدود الأفغانية. وقال «بكل نزاهة فإنني أعتقد أن من المبكر جداً التوصل إلى تقييم بهذا الشأن الآن»، لجهة ما إذا كانت ستقع فوضى سياسية تقوّض ما يعتبره مسؤولون أميركيون حالياً جهوداً باهتة لمكافحة المقاومة من قبل القوات المسلحة الباكستانية.
وقالت الصحيفة إن هذه الرؤى المتناقضة في صفوف المسؤولين الأميركيين تعكس الخلاف الداخلي المتكرر بشأن الحرب التي تشنّها الولايات المتحدة على العراق، إذ بينما يرى العسكريون الأميركيون أن قواتهم تحقق نجاحات عسكرية، يعرب المسؤولون في مجتمع الاستخبارات الأميركية عن قلقهم من الفشل الاستراتيجي الذي يلوح في الأفق، فيما يتهم الزعماء الديموقراطيون في الكونغرس حكومة بوش بأنها في معرض تركيزها على العراق على حساب «الحرب المنسية» في أفغانستان.
في هذا الوقت، قتل جنديان دنماركيان في في أفغانستان أثناء هجمات لـ«طالبان» جراء إصابتهما بشظايا صواريخ أطلقها جنود بريطانيون، كما ذكرت شبكة «تي في 2» التلفزيونية الدنماركية مساء أمس.
وبحسب الشبكة التلفزيونية، فإن الجنود البريطانيين التابعين للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف الأطلسي كانوا يعتقدون أنهم يواجهون عناصر من طالبان فأطلقوا ما بين ستة الى ثمانية صواريخ على موقع يشغله أربعة عشر عسكرياً دنماركياً على الجبهة في ولاية هلمند (جنوب).