علي حيدر
اتّبع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت التكتيك الذي اعتمده كل رؤساء الوزراء السابقين للامتناع عن تقديم «تنازلات» للفلسطينيين، وهو التلطّي وراء تهديدات اليمين الاسرائيلي بإسقاط الحكومة.
وفيما تسود المخاوف من استقالة حزب «إسرائيل بيتنا» من الحكومة، شدّد رئيسه أفيغدور ليبرمان على أنه «في هذه المرحلة لا يوجد أفق سياسي وأن المفاوضات السياسية في طريق مسدود». ووصف ليبرمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه «لا يمثل أحداً ما دام لا يسيطر على غزة ولا يوجد أمل بأن يستعيد سيطرته هناك»، مشيراً إلى أن من يسيطر في الضفة الغربية هو القوى الأمنية الإسرائيلية.
وبشكل مفاجئ، وصف ليبرمان مشاركة سوريا في المؤتمر بأنها أمر إيجابي بالنسبة إلى إسرائيل، على أساس أنها «ضربة لمحور الشر وإيران». وأكد أن مشاركة سوريا تعكس تصدعات في هذا المحور وخلافات في الآراء بين أطرافه.
وفي السياق، قدّر رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، خلال جلسة لكتلة الليكود، أن مؤتمر أنابوليس «لن يقود الى السلام بل الى أخطار إضافية». وشدد على أنه «من أجل القيام بمحادثات وسلام حقيقي يجب أن يكون هناك شريكان قويان وهو أمر غير متوافر في أنابوليس». ووصف نتنياهو السلطة الفلسطينية بأنها «كيان ضعيف غير مستعد لتوجيه إصبع ضد الإرهاب».
وللالتفاف على خطر تفكك الائتلاف الحكومي، التقى أول من أمس الوزير من دون حقيبة عامي أيالون مع الزعيم الروحي لـ«شاس»، الحاخام عوفاديا يوسف، الذي اكتفى بالاستماع من دون تقديم أية وعود.
في هذا الإطار، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر مقربة من ليبرمان، ورئيس حزب «شاس» إيلي يشاي، أن الحزبين لا ينويان الانسحاب من الحكومة في وقت قريب، بانتظار القمة والمفاوضات التي ستجري في أعقابها. وأكد مستشار ليبرمان للصحيفة أنه «سينتظر على الأقل أسابيع ليرى مدى جدية المفاوضات قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بمستقبله السياسي».
وكان ليبرمان شدّد قبل أيام على أن الانسحاب من الحكومة في هذه المرحلة لا يُحقق شيئاً، لكنه رمى الكرة في ملعب «شاس» عندما برر عدم خروجه من الحكومة بالقول إن حزب «شاس» يمكن أن يبقى في التحالف وتبقى الغالبية في الحكومة. واستهزأ بتهديدات «شاس» بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، بالقول إن من شأن حزب يشاي أن يبقى في الحكومة «حتى لو غادرها حزب كديما».