واشنطن ــ محمد سعيد
أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن تفاؤله في شأن التقدم الذي يمكن تحقيقه خلال المؤتمر. وقال، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت: «أتطلع إلى مواصلة الحوار الجاد معكم ومع الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) للتعرف إلى مدى إمكان التوصل إلى سلام». وأضاف: «إنني متفائل، وأعرف أنكم متفائلون، وأود أن أشكركم على شجاعتكم وصداقتكم».
وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس، لم تكن وجهة البيان المشترك قد تحدّدت بعد؛ ففيما أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن البيان «أنجز وسيوزع ليكون أساساً لمفاوضات السلام المقبلة»، قال مسؤول إسرائيلي إن الطرفين «أحرزا تقدّماً» في شأن البيان، من دون أن يؤكد إنجازه.
وقال عبد ربه، لوكالة «فرانس برس»، «إن هذه الوثيقة التي سننجزها بمباركة الأميركيين ستحدد مرجعية المفاوضات، أي خريطة الطريق والقرارات الدولية، والإجراءات التي ستجري وفقها المفاوضات بعد أنابوليس». وأشار إلى أن «المفاوضات حول الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية ستنطلق رسمياً الأربعاء في واشنطن غداة الاجتماع الدولي في حضور الرئيس محمود عباس».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف إن «فريقي المفاوضات أحرزا تقدماً مهماً باتجاه التوصل إلى وثيقة مشتركة».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن الأطراف تواصل العمل على وضع الوثيقة المشتركة. وأضافت: «إن الرئيس (بوش) متحمس لأنه يوجد الآن زعيمان يرغبان في السلام، كما يدركان أن إقامة دولة فلسطينية هو وسيلة لذلك السلام». ورداً على سؤال عن الوجود السوري في المؤتمر، قالت إن «الوفد السوري سيحضر على طاولة المفاوضات ويسعدنا وجوده».
وأعادت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس جمع طاقمي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي للمرة الثانية، بعدما كانت قد جمعتهما أول من أمس في منزلها في محاولة لانتزاع وثيقة مشتركة منهما.
وبعد اجتماع أول من أمس، قال مدير دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، لـ«الأخبار»، إن الاجتماعات لم تؤدِّ إلى اتفاق على الوثيقة المشتركة. وأضاف أن «الوفد الفلسطيني لم يعد مهتماً بمثل هذه الوثيقة، وأن ما يهمه هو الاتفاق على ما بعد أنابوليس»، الذي حدده بأربع قضايا تقوم في الأساس على تحديد موعد نهائي لعمل لجان المفاوضات الفرعية الخاصة بقضايا المرحلة النهائية، على أن تُؤلَّف لجنة ثلاثية أميركية ـــــ إسرائيلية ـــــ فلسطينية برئاسة أميركية لمثل هذه المفاوضات ووضع جدول زمني لإنهاء المفاوضات بمرجعية واحدة.
وقال المتحدّث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة: «إذا لم يتم التوصل إلى وثيقة مشتركة، سيتلو كل فريق في الاجتماع إعلاناً خاصاً به يحدد مواقفه».
إلى ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، ستيفن هادلي، إن اجتماع أنابوليس «ليس جلسة مفاوضات. إنها من أجل إطلاق مفاوضات»، مضيفاً أن بوش سيوضح في خطابه الافتتاحي اليوم أن عملية السلام في المنطقة تحظى بدعمه وأنها تحتل أولوية قصوى لباقي فترة رئاسته، لكنه لا يتوقع أن يستخدم خطابه لفرض أي من أفكاره حول كيفية التوصل إلى ذلك بتناول القضايا التي أدت إلى انقسام الأطراف.
وقدم هادلي، في لقاء مع الصحافيين، بعض الإيضاحات المتعلقة بالاستراتيجية الأميركية. وقال إن «ما سنقوم به يقضي بإطلاق ثلاث مراحل في شكل متوازن». وأضاف أن «المرحلة الأولى هي أن تبدأ الأطراف مفاوضات يفترض أن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية وسلام أوسع». وفي الوقت نفسه، يبدأ الإسرائيليون والفلسطينيون الإيفاء بالتزاماتهم في إطار الاتفاق الدولي 2003 المعروف باسم «خريطة الطريق».
وأوضح هادلي أن هذا يعني أن الإسرائيليين «سيفسحون في المجال لتمكين الفلسطينيين من تأمين حياة أفضل، وهذا يعني في نظر الفلسطينيين بناء مؤسساتهم لحكم الضفة الغربية وتوفير الأمن للفلسطينيين، وأيضاً تحسين الأمن بالنسبة إلى إسرائيل والمنطقة كلها».
والمرحلة الثالثة من الاستراتيجية الأميركية تقضي بتعزيز الدعم الدولي للمؤسسات الفلسطينية حتى يتمكن الفلسطينيون من الإيفاء بالالتزامات التي اتخذوها.
إلى ذلك، رأى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في مقابلة نشرتها مجلة «تايم» الأميركية، أن إسرائيل والدول العربية تقف «عند منعطف» في سعيها إلى السلام. وأشار إلى «تصميم الولايات المتحدة» و«التزامها المتواصل»، محذراً من أن المنطقة ستدفع ثمناً باهظاً في حال فشل هذه المفاوضات. وتابع: «أعتقد أنه منعطف مهم. وأي نزاع في المستقبل سيكون بالغ الخطورة».
وقال الفيصل إن «أحد أسباب التفاؤل هو التصميم الذي تبديه الولايات المتحدة»، مبدياً ثقته بقدرة إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش على إحراز تقدم في عملية السلام. وقال: «إننا واثقون من ذلك، وآمل أن نكون على حق». وتابع: «بالتزامهم المتواصل وجدية نياتهم يمكن دفع الأمور إلى الأمام».
وفي الرياض، أعربت الحكومة السعودية عن أملها أن «يتعامل المؤتمر مع القضايا الأساسية للنزاع العربي ـــــ الإسرائيلي في إطار زمني منظور ووفقاً لمنظور الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش لإنشاء دولة فلسطين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية».