غزة ــ رائد لافيرام الله ــ أحمد شاكر

حكومة فيّاض تمنع مناهضة «أنابوليس» في الضفة


شارك قادة فصائل ورجال دين ونخب شعبية وأكاديمية، أمس، في «المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت»، الذي نظمته حركة «حماس» وفصائل مناهضة لمؤتمر أنابوليس في غزة.
وقرر المشاركون، في البيان الختامي للمؤتمر، الذي تلاه القيادي في «حماس» محمود الزهار، اعتبار أن «أرض فلسطين من البحر إلى النهر ومن الحدود اللبنانية والسورية في الشمال إلى الحدود المصرية في الجنوب هي ملك خالص للشعب الفلسطيني، لا تفقد بالتقادم ولا يحق لشخص أو جماعة أو حكومة أو جيل أن يفرط في شبر واحد منها».
وشددوا على أن «حق العودة للاجئين والمبعدين والغائبين إلى كل بيت وأرض في فلسطين كل فلسطين، هو حق مقدس لا تفريط فيه، وخائن من يتنازل عن هذا الحق، لأنه حق فردي، وجماعي، ومدني، وسياسي، كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية كلها». ورفض المؤتمر «التطبيع مع العدو مهما كان الثمن الذي يقدمه». وشدد على أن «الوحدة الوطنية غاية مقدسة، نعمل جميعاً على تحقيقها».
وشارك في المؤتمر إلى جانب «حماس»، حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة، ومنظمة «طلائع حرب التحرير الشعبية ـــــ قوات الصاعقة»، وجبهة النضال الشعبي، ونقابات مهنية، وشخصيات دينية إسلامية ومسيحية، فيما قاطعته الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين.
وقبيل انعقاد المؤتمر، وقّع هنيّة ونواب حركة «حماس» في المجلس التشريعي، على وثيقة «التمسك بالقدس واللاجئين»، جاء فيها: «نعاهد الله ألّا نقبل أي حل للقضية الفلسطينية لا يضمن تحرير الأرض والمقدسات وعودة اللاجئين إلى ديارهم وبيوتهم التي شرّدوا منها بعد عام 1948، وألّا نساوم على أي جزء من مدينة القدس بجميع أرضها وعقاراتها ومسجدها الأقصى ومعالمها وآثارها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية».
وفي بيان بعد المؤتمر، رأت «حماس» أن مرحلة الرئيس محمود عباس هي الأسوأ في تاريخ الشعب الفلسطيني، وأن السياسة التي يتبعها هي «سياسة تصفية خطيرة لن تعود بخير على الشعب».
وشدّد المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، في البيان، على أن «سياسة عباس تعزز الانقسام والاستفراد وتقويض الحريات ولن تصب سوى في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف: «كل ذلك جاء نتيجة الارتهان والتعويل على مشاريع صهيو ـــــ أميركية وهمية ابتداءً من أوسلو التي هندسها عباس، مروراً بخريطة الطريق والآن في مؤتمر أنابوليس».
ورفض المتحدث باسم «حماس» أيمن طه اعتبار مؤتمر غزة بديلاً عن مؤتمر دمشق. وقال «لا بد أن تعقد مؤتمرات في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، ونحن سنسعى إلى عقد مؤتمر في دمشق، وإن لم يكن متزامناً مع مؤتمر أنابوليس، ولكن سنعقد هذا المؤتمر في دمشق وسنعمل على عقد مؤتمر في آسيا وأوروبا».
في المقابل، عمدت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية برئاسة سلام فياض إلى منع تنظيم التظاهرات والمؤتمرات المناهضة لأنابوليس. وقال وزير الإعلام رياض المالكي «بسبب مؤتمر أنابوليس، تم منع التظاهرات والاجتماعات التحريضية في هذه المرحلة للمصلحة الوطنية، وبناءً على تهديدات وتحريضات من قبل أكثر من جهة».
كما أعلن المالكي أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية فككت أخيراً عشرات الخلايا المسلحة التابعة لحركة «حماس»، والتي كانت تخطط لإحداث إضرابات في الضفة خلال أعمال المؤتمر.