strong>بول الأشقر
فجأة تدهورت العلاقات بين كاراكاس وبوغوتا إثر إنهاء وساطة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في ملفّ الرهائن مع الـ«فارك». وبعد نشوء حرب كلاميّة عنيفة بين الأخير ونظيره الكولومبي، ألفارو أوريبي، قد يزداد التدهور بحكم شخصية الرجلين. ففي يوم واحد، وضع تشافيز في الثلاجة علاقاته مع كولومبيا وإسبانيا، وهما شريكان كبيران للاقتصاد الفنزويلي. وليس واضحاً حتى الآن الحدّ الذي يعنيه الرئيس الفنزويلي بكلمة «تجميد» العلاقات.
وبعد إعرابه عن «إحباطه» عقب قرار أوريبي وضع حدّ لوساطته في موضوع الرهائن لدى الـ«فارك» وعن إحساسه بـ «الخيانة» من نظيره الكولومبي، صعّد تشافيز انتقاداته أوّل من أمس، وقال إنّه لم يعد «يثق بأحد في صفوف الحكم الكولومبي، فقد بصق (الحكم) في وجهنا فيما كنا نضع روحنا لإيصال القضية إلى طريق السلام». وأضاف أنّه صار الآن يعتقد أنّ «حكومة كولومبيا لا تريد السلام، وفقدت الثقة برئيس كولومبيا».
ويبدو أن هذا الإعلان قد وضع حدّاً نهائياً للعلاقات التي كانت حميمة بين الرجلين، رغم الفوارق العقائدية بينهما، إذ إن أوريبي يمثّل رأس حربة اليمين في القارة اللاتينيّة وتشافيز رأس حربة اليسار.
وفي موضوع اتّصاله بقائد الجيش الكولومبي، ماريو مونتويا أوريبي، رغم طلب الرئيس الكولومبي منه عدم فعل ذلك، قال تشافيز إنّ «الرئيس أوريبي يكذب، ويكذب بشكل بشع ووقح ومقرف. أعتقد أن كولومبيا تستحق رئيساً أفضل وأحسن وأشرف».
وأنهى تشافيز خطابه قائلاً: «خضع (أوريبي) لضغط الأميركيّين والأوليغارشيا والعسكر» لأنّ حرب كولومبيا صارت «وسيلة لوجود الأميركيّين بشكل عسكري إلى جانب فنزويلا، وآمل ألا يسهّل أوريبي مصالح الإمبراطوريّة في مغامراتها، لن أقطع العلاقات بين البلدين لهذا السبب، وإذا أراد فليقطعها هو».
وبحسب أوساط مطلعة، كان تشافيز قد طلب الاتصال بضباط الجيش عند الحاجة، وأجابه أوريبي مازحاً: «أرجوك ألا تفعل، ستعيدهم تشافيزيستيين»، فيما تذكر أوساط مقرّبة من الرئيس الفنزويلي، تقليصاً لأهمية ما يسميه أوريبي «خرق التراتبية المؤسّساتية»، أنه قبل سنة، عند حصول توترات على الحدود بين البلدين نتيجة ذيول الصراع الكولومبي المسلّح، طلب أوريبي من شافيز «الاتصال مباشرة بالجنرالات الكولومبيّين كلّما اقتضت الحاجة لتذليل الالتباسات».
وبعد ساعات من تصعيد تشافيز، وفي مهرجان شعبي في منطقة الكاريب، خاطبه أوريبي، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، بالقول: «لا تستطيع أن تشعل القارّة كما تفعل مهاجماً يوماً إسبانيا وفي اليوم التالي الولايات المتحدة، معتدياً يوماً على المكسيك وفي اليوم التالي على البيرو، ومن يدري غداً على بوليفيا، لا تستطيع أن تسيء إلى القارة، مهاجماً ما تسميه الإمبرياليات، فيما تدور بموازنتك لبناء إمبراطوريّتك التي لن نسمح لها بدخول كولومبيا».
وحول جهود تشافيز في الوساطة، قال أوريبي: «يبدو أنّك لم تكن مهتماً بالسلام في كولومبيا بقدر ما كان يهمك أن تقع كولومبيا ضحية حكومة الفارك الإرهابية، نحتاج إلى وساطة ضدّ الإرهاب لا إلى مشرّعين للإرهابيين».