اشترط نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال كلمته أمام المؤتمر الدولي في أنابوليس أول من أمس، انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة عام 1967 لتطبيع العلاقات معها، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو سبب التوترات في الشرق الأوسط.وبحسب نص كلمة المقداد، التي وزعتها السفارة السورية في واشنطن أمس، قال نائب وزير الخارجية إن مشاركة سوريا في الاجتماع «خطوة إضافية من جانبها للمساهمة في صنع سلام عادل وشامل في منطقتنا المضطربة». وأضاف «ليس جديداً أن نقول إن سوريا قامت بدور حاسم في إطلاق عملية السلام التي بدأت في مدريد عام 1991». وتابع المقداد «رغم كل الصعوبات وما يثار من آراء مختلفة حول انعقاد هذا المؤتمر، فإن سوريا يحدوها الأمل بأن يمثّل اجتماعنا نقطة انطلاق لعملية سلام عادل وشامل على كل المسارات التي اطلقها مؤتمر مدريد للسلام».
وذكّر المقداد بأن بلاده أجرت مفاوضات مع خمس حكومات إسرائيلية متعاقبة من دون جدوى، مشيراً إلى أن «هذه المحادثات توقفت بقرار إسرائيلي في عام 2000»، مشدّداً على أن «إنشاء علاقات طبيعية مع اسرائيل، كما نصت عليه المبادرة العربية، يجب أن يأتي ثمرة للسلام الشامل وليس استباقاً له أو التفافاً عليه. وبمعنى أوضح وقاطع أن يأتي ذلك بعد الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967».
وقال المقداد إن «مبادرة السلام العربية التي مثّلت منعطفاً حاسماً في البحث عن السلام يجب أن تؤخذ بكاملها لا أن تعالج انتقائياً كما يجري من حين لآخر». وأكد «نحن جادون في سعينا إلى سلام شامل وعادل ولدينا الإرادة السياسية» لتحقيق ذلك. وقال المقداد إن سوريا «دعت دوماً إلى استئناف مفاوضات السلام وشاركت في إطلاق مبادرة السلام العربية وظلّت طيلة الفترة التي أعقبت القرار الإسرائيلي بوقف مفاوضات السلام معها تدعو إلى استئناف المفاوضات». وأضاف أن «الجميع يعلم أن إسرائيل لم تتجاوب مع الدعوات السورية».
وكرر المقداد الموقف السوري القائل بأن احتلال اسرائيل أرضاً عربية هو سبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال «من الواضح لأي مراقب للمنطقة أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس ومرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية مصدر رئيسي للتوتر وتهديد للأمن والاستقرار في المنطقة كلها».
ورحب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بخطاب المقداد. وقال، لصحافيين بعد الاجتماع، ان «المؤتمر برهن على أن عدم اغلاق كل الأبواب أمام دمشق كان فكرة جيدة». وأضاف أن «مشاركة سوريا هي خطوة أولى مهمة».
كذلك رحّب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بمشاركة سوريا في أنابوليس، ورأى وجود نائب وزير خارجيتها والكلمة التي ألقاها في المؤتمر «مؤشراً ساراً على الانخراط السوري». وقال «إن تركيزنا المباشر يجب أن يكون على إسرائيل وفلسطين، لكن أي سلام يجب أن يكون شاملاً، فالوضع الراهن في لبنان يعكس الحاجة إلى إبرام تسوية أوسع مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي». وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ستستضيف مؤتمراً ثانياً حول الشرق الاوسط. وقال، أثناء رحلة عودته إلى موسكو، «إن الجميع عبّر عن ارتياحه لاستعدادنا لاستضافة الاجتماع المقبل في موسكو»، مضيفاً أن «موعد وجدول أعمال (المؤتمر) سيكونان بالتأكيد موضع اتفاق». وتابع «هناك تفاهم عام على أن الاجتماعات التي تعقد بشكل مشابه للذي كان في أنابوليس يجب أن تستمر».
(رويترز، أ ف ب، سانا)