حيفا ــ فراس خطيب غزة ــ رائد لافي

يبدو أن احتفال أنابوليس سيجد أصداءه في قطاع غزة. فما كادت تنتهي أعمال المؤتمر حتى بدأت الأصوات الإسرائيلية تتعالى، مطالبة بعملية عسكرية واسعة لاقتحام القطاع من أجل «وقف إطلاق القذائف الصاروخية» إلى المدن الإسرائيلية الجنوبية

ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدأت أخيراً بالاستعداد لتلقي أوامر وزير الدفاع إيهود باراك، بعد عودته من الولايات المتحدة، للبدء بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن «إسرائيل تراجعت أخيراً عن تنفيذ عملية كهذه قبيل مؤتمر أنابوليس، خشية اتهامها بالتسبب بإفساده. لكن حين تنتهي أعمال المؤتمر، فهناك احتمال بأن تقدم إسرائيل على دخول القطاع وضرب حماس»، مشيراً إلى أن «عملية على غزة من شأنها أن تساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد أن يُضعف الجيش حركة حماس، ويمكن في أعقابها أن تتمكن حركة فتح من البدء باستعادة سيطرتها هناك».
ورأى المراسل العسكري للصحيفة، يعقوب كاتس، أن قيام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية واسعة النطاق في غزة «يتطلب استدعاء أعداد كبيرة جداً من الاحتياط، بما يشمل فرقتين من المشاة والمدرعات وسلاح الهندسة»، مشيراً إلى «وجود خيار آخر لدى الجيش وهو إنشاء منطقة عازلة في شمال القطاع، في المكان الذي كانت فيه ثلاث مستوطنات إسرائيلية أخليت بموجب خطة فك الارتباط عام 2005».
وفي السياق، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ضباطاً تابعين لفرقة غزة طالبوا رئيس الأركان، غابي أشكينازي، خلال جولة قام بها إلى مقر الفرقة، بشن عملية واسعة ضد القطاع. ووفقاً لموقع «يديعوت أحرونوت»، فإن أشكينازي استمع في زيارته إلى تقارير استخبارية وميدانية أفادت بأن هناك نشاطاً للمقاومة ضد الاحتلال على السياج المحيط بغزة كل خمس دقائق.
واختصر أحد الضباط الوضع بقوله إنه «أسوأ من لبنان». إلا أن ضابطاً آخر أوضح لـ«يديعوت» المحاذير القائمة إزاء قرار عداوني على القطاع، قائلاً إن «الجانب الثاني مليء بالوسائل القتالية وبالاستعداد للتضحية، وعلينا أن نوفر الردود العسكرية القاسية لذلك».
وفي أول عملية إسرائيلية، عقب مؤتمر أنابولس، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي شرطيين فلسطينيين، في غارة جوية استهدفت موقعاً للشرطة البحرية التابعة للحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية، على ساحل بحر مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
واستشهد الشرطيان رامي أبو الروس (27 عاماً)، وعصام حمدان (26 عاماً)، وأصيب خمسة آخرون بجروح متفاوتة، جروح أحدهم بالغة الخطورة، بعدما أدى القصف إلى بتر ساقيه، بحسب مصادر طبية في مستشفى ناصر الحكومي في المدينة.
ورأت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أن الغارة الإسرائيلية «هي من بدايات تنفيذ اتفاقية أنابوليس الانهزامية».
في المقابل، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت موقعاً استخدمته حركة «حماس» مراراً في الآونة الأخيرة في عمليات إطلاق صواريخ وقذائف هاون على أهداف إسرائيلية.
إلى ذلك، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية، في بلاغات عسكرية منفصلة، مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ محلية الصنع وقذائف هاون باتجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.

تحرير 429 أسيراً الأحد

علنت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية في الضفة الغربية، أمس، أن إسرائيل ستفرج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين يوم الأحد المقبل. وقالت الوزارة، في بيان، «إنه بعد اتصالات حثيثة مع إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، أبلغنا بأنه سيتم إطلاق سراح 429 أسيراً فلسطينياً، يوم الأحد، في تمام الساعة العاشرة صباحاً، من معتقل عوفر الاحتلالي».
(د ب أ)