strong>محمد بدير
مسار التفاوض الإسرائيلي ــ السوري لم يُظهر مؤشّرات تحرّك إلى الآن، لكن الكشف الإسرائيلي المستمر عن قنوات اتصال مع دمشق، كان آخرها موسكو، قد يشير إلى تحضيرات روسية خصوصاً لإعادة الحياة إليه

كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس عن أن روسيا هي الوسيط الذي ينقل الرسائل بين سوريا وإسرائيل، مشيرة إلى أنها ممثلة بشخص نائب وزير الخارجية، ألكسندر سلطانوف، الذي يقوم بمساعي وساطة روسية لاستئناف المفاوضات بين دمشق وتل أبيب. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن «سلطانوف زار في الأسابيع الأخيرة، مرتين على الأقل، دمشق، حيث تحدث بشكل شخصي مع الرئيس بشار الأسد، كما أنه زار القدس وتل أبيب، حيث نقل تقريراً إلى مسؤولين إسرائيليين كبار وإلى رئيس الحكومة إيهود أولمرت أيضاً».
ورجحت الصحيفة أن يكون سلطانوف «ينقل رسائل مباشرة بين الأسد وكبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك». وأشارت إلى أنه يجري التقليل من أهمية زيارات سلطانوف إلى إسرائيل، وأنه لا يبلّغ عنها عمداً إلى وسائل الإعلام، ولا يصدر بعدها أي بيان، وذلك «من أجل خفض الاهتمام بالدور الروسي، كي لا يثير الغضب الأميركي».
كذلك وضعت الصحيفة الزيارة الأخيرة العاجلة لأولمرت إلى موسكو قبل أسابيع، في إطار هذه الاتصالات. وإضافة إلى الدور الذي يقوم به سلطانوف، كشفت الصحيفة أيضاً عن «دور مماثل يقوم به أيضاً رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي بريماكوف، الذي كان في سوريا، وقام هو الآخر بنقل رسائل بين الطرفين». وبالنسبة إلى مضمون الرسائل المنقولة، قالت «معاريف» إنه «في إطار الاتصالات التي تجري بين دمشق والقدس، حاولت إسرائيل أن تفحص بسرية ما هو الموقف السوري بالنسبة إلى إمكان استئجار إسرائيل لهضبة الجولان من سوريا لفترة طويلة». كما سعت إسرائيل إلى «الاستيضاح عما إذا كان الأسد مستعداً، في إطار سلام مع إسرائيل، للعمل ضد الإرهاب وهجر المحور الذي أقامه مع طهران».
وأشارت الصحيفة إلى أن «العلاقة الوثيقة التي تربط القيادتين في سوريا وروسيا هي العامل الرئيس وراء اختيار المسار الروسي لتبادل الرسائل مع سوريا، خلافاً لما هو حال العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة». وفي السياق، جدّدت إسرائيل الترحيب بمشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس. وقالت المتحدثة باسم أولمرت، ميري آيسن، في نادي الصحافة الوطني في واشنطن، «نعتقد بأنها إشارة إيجابية، إنهم اختاروا أن يشاركوا». وأضافت أن مشاركة سوريا في إعادة إطلاق المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية تفتح «بالتأكيد» الطريق أمام إمكان الدخول في «مسارات إضافية». وذكرت آيسن «دعم سوريا لحركة حماس في قطاع غزة، ولحزب الله في لبنان، وتحالفها الاستراتيجي مع إيران»، قائلة إن «هذه مسائل نسأل عن معناها في ظل رغبتهم في تحقيق السلام مع إسرائيل».
إلى ذلك، كشف الرئيس الأميركي جورج بوش أمس عن أن الولايات المتحدة دعت سوريا إلى حضور مؤتمر السلام في أنابوليس بعد إلحاح دول عربية أخرى. وأوضح، في تصريحات لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية، أن «التفكير كان لأن بعض الدول العربية طلبت حضور سوريا. وأردنا أن نتأكد من حضور أكبر عدد ممكن من الدول العربية». وأضاف: «لنا خلافاتنا مع سوريا..لا شك في ذلك».
ومع ذلك، لفت بوش إلى «أنها إشارة مهمة للغاية لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين أن يروا الدول العربية هناك في القاعة، تدعم ديموقراطية تعيش جنباً إلى جنب في سلام مع إسرائيل».