رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن المؤتمر الدولي في أنابوليس وضع القطار «على السكة» لقيام دولة فلسطينية مستقلة، مضيفاً «الآن يجب العمل لدفع هذا القطار». وأضاف «نحن متفائلون بالنتيجة التي وصلنا إليها. جئنا بهدف ونستطيع أن نقول إننا حققنا هذا الهدف»، مشيراً إلى أن «من يريد أن يبحث عن عقبات سيجد الكثير منها. نحن نريد أن نبحث عن حلول».وقال عباس، في حديث صحافي قبل مغادرته واشنطن إلى تونس، إن «الرئيس بوش أبدى حزماً في موقفه تجاه الوصول الى معاهدة سلام أثناء عهده، ولذلك هو مندفع في هذا الاتجاه». وأضاف أن «الأميركيين هم الحكم، وهو (بوش) قال لنا إنهم سيكونون حكماً عادلاً».
ورأى الرئيس الفلسطيني أن تحديد نهاية 2008 للتوصل الى حل هو أمر «واقعي» على الرغم من المسائل المعقدة التي ستُبحث، وهي مصير القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية وحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية ومصادر المياه والترتيبات الأمنية.
وبالنسبة إلى ما قاله بوش عن أن إسرائيل هي دولة يهودية، قال عباس «هناك فكرة دولتين: فلسطين وإسرائيل. ليس من واجبنا نحن الفلسطينيين إعطاء مواصفات لأي دولة أو لشكلها»، موضحاً أن «دولة إسرائيل فيها أعراق مختلفة وهم مواطنون في هذه الدولة يعيشون فيها. هناك عرب مسلمون ومسيحيون، وهناك يهود وأعراق أخرى». وأشار عباس إلى أن موسكو ستستضيف مؤتمراً دولياً للسلام، معرباً عن أمله في أن يحظى هذا المؤتمر بالحضور نفسه الذي اتسم به مؤتمر أنابوليس. وقال إنه «سيكون هناك مؤتمر دولي للسلام في موسكو».
من جهتها، جدّدت «حماس» رفض كل ما صدر عن مؤتمر «أنابوليس». وقالت، في بيان، إنها «لن تعترف بأي قرارات دولية لتقسيم الأراضي الفلسطينية»، مشيرة إلى أن «مؤتمر
أنابوليس يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية».
وقالت «حماس»، في ذكرى مرور 60 عاماً على قرار الأمم المتحدة الرقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين، إن «فلسطين هي أرضٌ عربية إسلامية منذ الأزل، من نهرها إلى بحرها، وليس لليهود فيها وجود»، محمّلة الأمم المتحدة مسؤولية إصدارها القرار 181 «الجائر لتقسيم فلسطين ومنح اليهود 56 في المئة من أرضها».
وللذكرى نفسها، قالت حركة «الجهاد الإسلامي» إن «فلسطين لا يمكن أن تقبل القسمة وهي أرض وقف إسلامي يتوارثها المسلمون والفلسطينيون».
وفي القاهرة، دافع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مجدّداً عن مشاركة بلاده في مؤتمر أنابوليس، الذي وصفه بأنه «خطوة مهمة على طريق استئناف وإتمام المفاوضات الفلسطينية ــــــ الإسرائيلية حول موضوعات التسوية النهائية». وشدّد على أن «مصر كانت تعمل كذلك على أهمية التوصل إلى إطار زمني واضح ومحدد».
وتعليقاً على موضوع يهودية دولة إسرائيل، قال أبو الغيط «إن تلك المسألة لها أهمية مفتعلة لأن الجميع يعرف أن الغالبية العظمى من سكان دولة إسرائيل هم من اليهود، وإذا أرادت إسرائيل أن تصف نفسها بأنها دولة يهودية فهذا أمر يخصها، أما إذا طلبت من الجانب الفلسطيني أو العربي أو الدولي ذلك فهذا موضوع يتطلب الحذر حتى يكون هناك حفاظ على الحقوق القانونية والإنسانية والسياسية للعرب الذين لم يتركوا ديارهم عام 48».
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، فدعا الدول العربية الى منح إسرائيل فرصة «من شهر إلى شهرين» لإثبات جديتها في إقامة سلام مع الفلسطينيين. وأضاف أن «هناك فرصة متاحة حالياً للسلام وقد تكون مفيدة».
إلى ذلك، حذّر وزير خارجية الظل في حكومة حزب الديموقراطيين الأحرار في بريطانيا، مايكل مور، من أن مفاوضات أنابوليس للسلام ستنتهي إلى الفشل ما لم تُعالج الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة ويجرِ التعامل مع حركة «حماس».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)