لم يكن تنحّي الجنرال الأميركي جايمس جونز، الذي يُعدّ من قادة العسكر المشاغبين في نظر إدارة جورج بوش، من منصبه كقائد أعلى لحلف شمال الأطلسي قبل نحو عام واستقالته من قوّات البحريّة الأميركيّة في شباط الماضي، بعد 40 عاماً من الخدمة، نهايةً لمسيرته في الأمن والسياسة الدوليّين.فقد ترأّس «معهد الطاقة للقرن الـ21»، الذي أسّسته غرفة التجارة الأميركيّة، ليتولّى البحث في طرق لتأمين موارد نظيفة للطاقة والمحافظة في الوقت نفسه على الأمن القومي. وعلّق على مهماته الجديدة بإشارة إلى معاناته لملء سيّارته بالوقود في فيرجينيا في منتصف الليل، خلال الأزمة النفطيّة الأولى عام 1973. وقال «بعد 33 عاماً، أستيقظ كلّ صباح قلقاً على كيفيّة حماية مرافق الطاقة وتأمين نقل (النفط) من أماكن بعيدة كأفريقيا والخليج الفارسي وبحر قزوين».
في أيلول الماضي، أصدرت لجنة مكوّنة من قادة عسكريّين، رأسها جونز، تقريراً أرسل إلى الكونغرس الأميركي، تضمّن توصية بأنّ الفترة التي تفصل عن تسليم المهمات الأمنيّة إلى القوّات العراقيّة في بلاد الرافدين، هي على الأقلّ بين 12 و18 شهراً، غير أنّه يجب تقليص وجود القوّات الأميركيّة هناك من أجل الترويج لمبدأ أنّ «الولايات المتّحدة ليست قوّة محتلّة».
ولم تكن تلك المرّة الأولى التي تتصدّر فيها تصريحات جونز عن العراق العناوين؛ ففي الكتاب الشهير للصحافي بوب ودوورد، «حالة نكران»، يقول إنّ حرب العراق كانت «كارثة».
ويبدو أنّه سيتسنّى للجنرال العمل على خفض أسعار النفط من خلال جهوده في عمليّة السلام في الشرق الأوسط، فقد عيّنته واشنطن أوّل من أمس موفداً خاصاً لتحسين الأمن الفلسطيني، والمساعدة في المفاوضات مع إسرائيل.
وسيكون جونز مساعداً لوزيرة الخارجيّة الأميركيّة، كوندوليزا رايس، التي قالت بعد التعيين إنّ «الأمن في الشرق الأوسط هو الطريق الأكثر أماناً نحو السلام فيه»، مشيرةً إلى أنّ جونز، الذي خاض حرب فيتنام، سيعمل مع الجنرال كيث دايتون، الذي «سيواصل مهمته في مساعدة السلطة الفلسطينية على بناء وتأهيل الأجهزة الأمنية».
صحيفة «هآرتس» الإسرائيليّة رأت أنّ اختيار جونز هو «نبأ سيء لإسرائيل التي كانت علاقته بها حتى الآن باردة علناً». وأشارت إلى أنّه منذ تقاعده «يعمل في مكتب التجارة الأميركي، وهو مجموعة ضغط تسعى بحرارة إلى زيادة الصادرات الأميركية إلى دول الخليج».
وكان جونز (63 عاماً) قد رفض اقتراحاً لوزير الدفاع الأميركي السابق، دونالد رامسفيلد، بتعيينه عام 2001 رئيساً لهيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، كما رفض تعيينه قائداً لقيادة المنطقة الوسطى التي تشمل الشرق الأوسط.
(الأخبار)