strong>رفع «الطوارئ» الشهر المقبل... والانتخابات في موعدها
كان يوم أمس حافلاً ومفصلياً في السياسة الباكستانية، إذ نفّذ برويز مشرّف وعده برفع حالة الطوارئ، بعد ساعات من افتتاح عهده المدني بإدلاء اليمين الدستورية، وبإنهاء الحقبة العسكرية التي استمرت 8 سنوات.
وقال الرئيس في خطاب بثّه التلفزيون الحكومي «بي تي في» «لقد اتخذت قرار رفع حال الطوارئ، وسحب المرسوم الدستوري المؤقت في السادس عشر من كانون الأول».
وكان مشرف أقرّ «الطوارئ» بداية الشهر الجاري. ويُعدّ رفعها تلبية لرغبة كل من المعارضة الباكستانية وحلفائه الغربيين.
وجاء الإعلان بعدما أدى مشرّف اليمين الدستورية، بصفته رئيساً مدنياً، في القصر الرئاسي في إسلام آباد، بحضور رئيسي الوزراء الحالي محمد ميان سومرو، والسابق شوكت عزيز، بالإضافة الى الوزراء والقضاة وقادة القوات المسلحة ودبلوماسيين ورجال دين.
وفي خطابه الرئاسي، رحب مشرّف بعودة غريميه رئيسي الحكومة السابقين، بنازير بوتو ونواز شريف، من المنفى، معتبراً أن هذا الأمر يصب في مصلحة المصالحة الوطنية. وأعرب عن أمله في أن يعملا من أجل توفير «مناخ سياسي ديموقراطي ومدني وتصالحي في المستقبل».
وتوجّه مشرّف إلى المعارضة التي هدّدت بالمقاطعة، محذّراً إياها من أن الانتخابات ستجري في موعدها المقرّر و«لا تأخير بذلك ولا عودة الى الوراء». ووعد بضمان إجراء هذه الانتخابات «بحرية ونزاهة وشفافية، كي تساعد على الانتقال إلى الديموقراطية».
لكن شريف ردّ على هذه الدعوة بإعلانه مقاطعة الانتخابات المرتقبة بداية العام المقبل.
ولم ينسَ الجنرال السابق، في خطابه، قائد الجيش الجديد ومسيرتهما المستقبلية معاً، إذ رأى أن «باكستان ستكون أقوى معي رئيساً مدنياً ومع الجنرال (برويز) كياني رئيساً للأركان».
وأمام معركة نارية يخوضها جيشه على الجبهة الشرقية الغربية المحاذية لأفغانستان، أعلن مشرف أن حكومته اتخذت إجراءات قوية من أجل «كسر ظهر الإرهاب» في مناطق عديدة من البلاد.
وبعد القسم «المدني»، قدّم رئيس المحكمة العليا القاضي عبد الحميد دوغر التهاني إلى مشرّف الذي عيّنه بديلاً من افتكار شودري الذي عرقل انتخاب مشرّف رئيساً على رغم تصويت البرلمان بغالبيته لمصلحته.
ولم يغب شودري عن خطاب مشرّف الذي اتهمه بـ«التآمر» لمنعه من تحقيق نيّاته «النبيلة المتمثلة في التخلّي عن الزي العسكري وقيادة باكستان نحو الديموقراطية بصفته رئيساً مدنياً».
ومن واشنطن، مدح الرئيس الأميركي جورج بوش حليفه الذي استطاع أن «يحافظ على وعده له» على رغم شكوك الكثيرين، واصفاً التخلي عن المنصب العسكري بأنه «الخطوة الأولى في مسيرة الديموقراطية، التي لا بد من أن تُستكمل برفع حال الطوارئ».
إلى ذلك، استمرت التظاهرات المناوئة لمشرّف في أنحاء متفرقة من البلاد، حيث أُصيب 12 محامياً على الأقل في لاهور، على أيدي رجال الشرطة التي قامت بتفريق تظاهرتهم بالعصي فيما كانوا يحتجون على تنصيب مشرف لولاية ثانية.
ميدانياً، قُتل 17 شخصاً على الأقل، بينهم 5 جنود، خلال اشتباكات بين القوات الباكستانية والمتمرّدين في سوات الشمالية الغربية. وأعلن الجيش مقتل 10 مدنيين «عن طريق الخطأ» خلال قصف استهدف أحد مواقعهم في المنطقة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)