دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الناخبين في بلاده، أمس، إلى التصويت لحزبه، «روسيا الموحدة»، الحاكم، في الانتخابات التشريعيّة المقرّرة الأحد المقبل، مشيراً إلى أنّ هذا الاستحقاق «سيحدّد انتخاب رئيس جديد» في الثاني من آذار المقبل.وقال بوتين، الذي يتزعم لائحة حزبه الى الانتخابات، في رسالة تلفزيونية بثتها الشبكتان التلفزيونيّتان، «روسيا» و«برفيي كنال»، «أدعوكم إلى التصويت وإلى إعطاء أصواتكم لروسيا الموحّدة. إنني أؤمن بدعمكم». وأضاف: إنّ «نتائج الانتخابات ستحدد بالتأكيد التوجّه لانتخاب رئيس جديد»، مجدّداً إشارته إلى أنّ «البلد يدخل بالفعل منذ الآن في مرحلة تجدّد تامّ للسلطتين التشريعيّة والتنفيذية».
وفي معرض التلويح بشبح «زعزعة الاستقرار»، في حين لم ينس الروس بعد معاناتهم من الصدمة الاقتصادية التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي، حذّر بوتين من عودة الليبراليين إلى السلطة، وهم الذين كانوا يحكمون البلاد في التسعينات في ظل رئاسة بوريس يلتسين. وقال «ينبغي أن نمنع الذين حاولوا قيادة البلاد، ولم ينجحوا، ويريدون اليوم تغيير النموذج وإغراق البلد في متاهات خطط تنمية روسيا وتغيير السياسة المدعومة من شعبنا وإعادتنا إلى حقبة الإذلال والارتهان والتفكّك، من الوصول إلى الحكم».
وتطرّق بوتين، في كلمته التي استغرقت 5 دقائق، إلى «الإرهاب». وقال إنّه لم يتمّ بعد توجيه «ضربة النصر» في الحرب ضده وضدّ الفساد، مشدّداً على «أنّنا لن ننسى أبداً الخسائر الكبيرة، التي لا يمكن تعويضها في بعض الأحيان، في الكفاح ضد الإرهاب. لم نقاتل بعد حتى النهاية، لكننا وجهنا له ضربات قاصمة».
وقبيل الخطاب المسجّل، كانت هناك تكهنات في موسكو بأنّ بوتين، الذي لا يمكنه تولّي رئاسة البلاد لولاية ثالثة، سيعلن استقالته لكي يترشح للانتخابات الرئاسية. إلّا أنّ الخطاب لم يتضّمن ذلك، وأتى في أعقاب سلسلة من الخطابات في إطار الحملة الانتخابيّة للرئيس في الأسبوع السابق للانتخابات البرلمانيّة، في ما يصفه محللون بأنّه يمثّل دفعة للتأكد من فوز «روسيا المتحدة» بغالبيّة كبيرة في مجلس الـ«دوما».
في هذا الوقت، أُفرج عن بطل العالم السابق للشطرنج، المعارض الروسي غاري كاسباروف، الذي عاد إلى منزله في وسط موسكو بعد 5 أيّام قضاها في السجن بتهمة التظاهر من دون ترخيص. وقال كاسباروف، في حديث للصحافيّين أمام منزله، إنّ «النظام يدخل في مرحلة خطرة للغاية تتّجه نحو الديكتاتورية». وأضاف: إنّه «لا يشكو» من ظروف اعتقاله، إلّا أنّه أعرب عن أسفه لأنّه لم يُسمح لمحاميه بزيارته خلال فترة احتجازه.
(أ ف ب)