بول الأشقر
ازدادت الهوّة بين المعسكرين المتصارعين في بوليفيا خلال الأيّام الأخيرة، فقد تزامن إقرار مجلس النوّاب حقّ الجمعيّة التأسيسيّة في عقد اجتماعاتها في أيّ مكان، بعدما تعثّر ذلك في مدينة سوكر، التي كانت الأسبوع الماضي عرضة لاشتباكات عنيفة نتج عنها عدد من القتلى، مع إقرار مجلس الشيوخ قانون «دخل الرزانة» الذي يخصّص 26 دولاراً شهرياً لمن تخطى الستين عاماً.
وفور إقرار القانون، صدر في الجريدة الرسمية بتوقيع الرئيس إيفو موراليس. وكانت كتلة الشيوخ الموالية للحكم قد نجحت في إقرار القانون مع أنّها أقليّة، بعد تصويت شيخين معارضين إلى جانب الموالاة.
من جهة أخرى، أمّم موراليس 180 ألف هكتار من الأراضي لإعادة توزيعها على الهنود، «غواراني»، الذين يعيشون حالة تشبه العبوديّة في جنوب البلد. وستنكبّ الغالبيّة الموالية في المجلس التأسيسي على إقرار مواد الدستور مادّة مادة، وهو ما يحتاج إلى أكثريّة الثلثين التي تفتقدها الموالاة، وإلّا تحال المواد إلى لجنة توافق في محاولة أخيرة لإدراك الاتفاق قبل عرضها على الاستفتاء العام. على أن يُنجز ذلك قبل أواسط الشهر المقبل، وهي المهلة القانونية المحدّدة.
أخبار الطرف الثاني تفيد بأنّ المحافظات الست الشرقيّة، المعروفة بمحافظات «نصف القمر»، نفذت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، إضراباً عاماً للاعتراض على إقرار الدستور الجديد وأيضاً على دفع «دخل الرزانة» من الموارد المخصّصة أصلاً للمناطق. ويعيش في هذه المحافظات، التي تساهم بنحو 80 في المئة من الدخل القومي، نحو 60 في المئة من سكّان البلد.
واختلفت التقديرات حول نجاح الإضراب في كلّ محافظة من المحافظات المذكورة، حيث حصل في عدد منها اشتباكات بين السكّان، وشوهدت مجموعات تفرض إقفال المتاجر بالقوّة. وقرّر حكّام المحافظات المعارضون رفع قضيّتهم أمام المحافل الدوليّة والإقليمية، فيما قرّرت محافظتا سانتا كروز وباندو إعلان حالة العصيان المدني والمباشرة بإضراب عن الطعام بدءاً من الإثنين المقبل.
وفي مقابلة مع جريدة «الديبير»، الصادرة في سانتا كروز، قال الكاتب البوليفي الأكثر شهرة عالمية، أدموندو باز سولدان، إنّ «البلد يحتاج إلى توافق، وهي مادّة تندر يوماً بعد يوم». وانتقد أداء الرئيس والمعارضة معاً، ورأى «أن فرصة الحلول الحقيقيّة تتقلّص يوماً بعد يوم، ولم يبق لدينا إلا فرصة المخارج المتاحة».