بول أشقر
حقّق الرئيس اليساري رافاييل كوريا انتصاراً ساحقاً في انتخابات الجمعية التأسيسية التي جرت أوّل من أمس في الإكوادور، حيث تشير النتائج الأوّلية إلى أنّ الحركة التي يتزعّمها، «ائتلاف من أجل بلد»، حصدت غالبيّة المقاعد الـ130 التي تتألّف منها الجمعية، المناط بها صياغة دستور جديد خلال فترة 6 أشهر.
ويتألّف المجلس المطلق الصلاحيات، الذي قد يبدأ أعماله في نهاية الشهر الجاري، من 100 مندوب يمثّلون المحافظات و24 نائباً تمّ انتخابهم على قاعدة لائحة وطنية و6 نوّاب يمثّلون الخارج. وتُعتَمد النسبية في توزيع المقاعد إن في الانتخاب المحلّي أو في الانتخاب الوطني. وقد يُرجّح تأخّر صدور النتائج النهائية لدقة عملية الفرز.
وقد نال حزب كوريا 71 مقعداً على الأقلّ وحوالى 60 في المئة من الأصوات، فيما حلّ ثانياً حزب الرئيس السابق، لوسيو غوتييريز، الذي نجح في التقدّم في محافظة واحدة من المحافظات الـ22، ونالَ حزبُه 13 مقعداً و7.5 في المئة من الأصوات.
وفي ما يُعدّ الهزيمة الأكبر للأحزاب التقليدية التي تحكّمت في اللعبة السياسية خلال عقود طويلة، حلّ ثالثاً حزب «ملك الموز»، ألفارو نوبوا، الخاسر في الرئاسيات الأخيرة أمام كوريا. ونال هذا الحزب أقلّ من 7 في المئة من الأصوات فيما لم ينل «الحزب الاجتماعي المسيحي» إلا 4 في المئة من الأصوات.
وبذلك، يكون كوريا قد خطا خطوة حاسمة في اتّجاه التخلّص من «الحزبوقراطية» التي حاولت، من دون أن تنجح، أن تعطل مسيرته حتى الآن. وهو يطلب الآن من المجلس النيابي أن يحلّ نفسه «أو على الأقل أن يعتكف ويعيّن لجنة لمتابعة الأعمال حتى الانتخابات النيابية».
ومن المرجّح أن «يحتشم» المجلس النيابي الذي لا يحظى إلّا برضى واحد في المئة من المواطنين، وأن ينتقل جهد المعارضة إلى المجلس التأسيسي، حيث من المرجّح أن تتكتّل، في مقابل تحالف الحركات اليسارية والهندية التي تمثّل مجتمعة حوالى 10 في المئة من الأصوات الداعمة للمشروع الرئاسي.
وانكشف الآن الطريق أمام كوريا، الذي وصف فوزه بأنّه انتصار في «أمّ المعارك»، لأنّ المجلس التأسيسي سيعمل بالأكثرية المطلقة، ومن المرجّح أن ينجز الدستور الجديد ليقرّ في استفتاء شعبي على أن تُجرى انتخابات نيابيّة في خلال أقلّ من عام، وفي ظروف أسهل بكثير من الظروف التي يواجهها مثلاً الرئيس إيفو موراليس في بوليفيا، حيث قرار المجلس التأسيسي بالثلثين، وهناك مجلس شيوخ معارض وقسمة جغرافية وعرقية حادة.
وبعد مرور أقلّ من 9 أشهر على تولّيه السلطة، وفي ظل إمكانية أن يجيز له الدستور الجديد إعادة الترشّح لمرّة واحدة على الرئاسة، يمثّل انتصار هذا الأسبوع البداية الحقيقية لولاية الاقتصادي كوريا. وبعدما نجح حتى الآن في تخليص البلد من «الحزبوقراطية» التي كانت تتقاسم الدولة، عليه المضي في مشروع التغيير الذي اختير من أجله، وهي مهمة أصعب بما لا يقاس.