strong>نفى الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بثتها كاملة وكالة الأنباء السورية أمس، أي تعاون نووي بين دمشق وكوريا الشمالية. وشدّد على أنه لا يمكن عزل سوريا في المنطقة، مجدّداً التأكيد على مصلحة دمشق بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الطائرات الإسرائيلية قصفت «مبنىً عسكرياً لكنه غير مستعمل، ولا يزال أصلاً في مرحلة الانشاء»، مشيراً إلى أن الهدف «لم يكن مهماً». وتابع «إن ذلك يعكس الموقف الإسرائيلي الجوهري المعادي للسلام. هكذا نرى هذا الحدث، ولا يهم ماذا كانت طبيعة الهدف».
وعن التسريبات الإعلامية التي تبعت الغارة الإسرائيلية، ولا سيما الحديث عن تعاون نووي بين سوريا وكوريا الشمالية، قال الرئيس السوري «هذه الحملة الإعلامية تذكّرنا بما حدث قبل الحرب على العراق». وأكّد وجود علاقات بين بلاده وكوريا الشمالية، لكنه نفى أي تعاون نووي. وقال «نحن لسنا مهتمين بأي أنشطة نووية حتى السلمية منها. ليس هناك أي مفاعلات سلمية لتوليد الكهرباء أو لاستعمالات سلمية أخرى في سوريا. اذا كانوا يتحدثون عن مشروع استراتيجي، فهل يكون ذلك من دون حماية أو دفاعات جوية أو أشخاص يعملون فيه.. وتقوم الطائرات بهذه الغارة ثم لا ينتج من ذلك أي إشعاعات أو أي خطط طوارئ».
ورداً على سؤال عن الردّ السوري المحتمل على الغارة الإسرائيلية، قال الأسد إن «الرد لا يعني صاروخاً بصاروخ وقنبلة بقنبلة، لدينا أدواتنا للرد، ربما سياسياً وربما بطرق أخرى، لكن يبقى من حقنا الرد وبطرق مختلفة»، إلا أنه أضاف «إذا أردنا أن نردّ عسكرياً فإن ذلك يعني أننا نعمل طبقاً للأجندة الإسرائيلية، وهو شيء لا نريد أن نفعله. وهذا لا يعني أننا مستعدون لإضاعة أي فرصة من أجل تحقيق السلام في المستقبل القريب».
ولم يستبعد الأسد خيار الرد العسكري. وقال «هذا ممكن لكن لا نقول إن هذا خيارنا. الامر لا يتعلق فقط بالخيار العسكري. هذا واحد من الخيارات ويجب أن يكون الخيار الاخير لا الاول. إذا أردنا التحدث عن السلام فلا ينبغي أن يكون هذا الخيار الاول». وشدّد الرئيس السوري على أن حال التوتر كبيرة حالياً بين سوريا وإسرائيل، لكنه أشار إلى ضرورة العمل «لعكس مساره». وقال «لا ينبغي أن يبقى التوتر بهذه الدرجة المرتفعة إذا أردنا أن نتحدث عن السلام، رغم أننا لا نرى السلام يلوح في الأفق».
وجدّد الأسد المطالبة بمفاوضات إسرائيلية ـــــ سورية عبر طرف ثالث، وأشار خصوصاً إلى الولايات المتحدة. وقال «إن التحدّث عن المفاوضات بحاجة إلى طرف ثالث يكون وسيطاً نزيهاً، وهو الولايات المتحدة وهذا الوسيط غير موجود حالياً». وأضاف «هذه الإدارة الأميركية غير مهتمة بتحقيق السلام. من المستحيل المضي باتجاه السلام وتحقيق أي شيء من دون الولايات المتحدة».
وعن الشروط الأميركية والإسرائيلية للتفاوض مع سوريا، ولا سيما في ما يتعلق بإيجاد ملاذ آمن لزعماء «حماس» ومساندة حزب الله، قال الأسد «نحن لم ندعُ حماس إلى سوريا. لقد طردوا من أراضيهم وبالتالي فإن وجودهم هنا أمر طبيعي. أما حزب الله فيمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين، ولدينا علاقات طبيعية مع الشعب اللبناني، لذلك من الطبيعي أيضاً أن تكون علاقاتنا طبيعية معهم وأن ندعم قضيتهم. هذا لا علاقة له بموقف معاد للسلام. هذا أمر خال من المنطق».
ورأى الأسد ان المطالب الأميركية والإسرائيلية بفك التحالفات السورية قبل الحوار معها غير منطقية. وقال «يمكنني أن أقول بأن الاسرائيليين يقتلون الفلسطينيين كل يوم. فلماذا أتحادث معهم بشأن السلام. كيف لهم أن يتحدثوا عن السلام وهم يقتلون الفلسطينيين، وقاموا بقتل اللبنانيين العام الماضي. نحن لم نقتل أحداً. اننا ندعم سياسياً أي حزب أو منظمة أو بلد لديه قضية عادلة. هذا موقفنا منذ الأزل». وعن الاتهام الأميركي لسوريا بزعزعة استقرار الشرق الأوسط، قال الأسد «لا أعتقد أننا نحن من أشعل الحرب في العراق حتى نتحدث عن زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط. ولم نكن نحن من سبب المشاكل الأخيرة في لبنان. نحن لم نتدخل في شؤون البلدان الأخرى لزعزعة استقرارها». وتابع «ليس لدينا أي مصلحة في زرع بذور عدم الاستقرار في المنطقة. لدينا مصلحة قوية في أن تكون المنطقة مستقرة، وهذا ما نعمل من أجله».
وأشار الأسد إلى أن بلاده «عملت بجد وللعديد من السنوات» لإصلاح العلاقة مع الولايات المتحدة، «لكنهم كانوا يديرون أذناً صماء. من الطبيعي أن نحافظ على علاقات جيدة مع قوة رئيسية في العالم، ومن غير الحكمة السعي إلى علاقات سيئة مع هذه القوة».
ونفى الرئيس السوري أن تكون بلاده تعيش في عزلة عن جيرانه العرب. وقال «العزلة لا تعني عدم استقبال الزوار أو ألا يتحدثوا الينا. أن تكون سوريا معزولة يعني ألا تكون فعالة في أي قضية. لكن هل يستطيعون حل أي مشكلة من دون سوريا؟ هذا هو السؤال الذي عليهم الاجابة عنه. إذا كان الجواب نعم، فلا ينبغي لهم أن يقولوا إن علينا أن نؤدي دوراً أكبر أو أن نغيّر سلوكنا. اذا لم نكن مهمين أو اذا كنا معزولين فإنهم لن يهتموا لأمر سوريا». وتابع «إنهم لا يستطيعون عزل سوريا».
(سانا)