يأمل الجيش الأميركي أن يحمل الأميرال مايكل مولن «البرغماتي»، الذي تسلّم مهماته كرئيس جديد لهيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية، نفحة جديدة لهذه المؤسسة العسكرية التي أضعفها احتلالا العراق وأفغانستان.مولن (60 عاماً) خلف رسمياً، أوّل من أمس، الجنرال بيتر بايس في المنصب الأعلى داخل الجيش. ولم يتورّع في الإعلان عن توجّهاته ورؤيته لكيفيّة ترشيق المؤسّسة العسكريّة، مشدّداً على أنّ «القتال في العراق وأفغانستان سينتهي يوماً ما، وعلينا أن نكون مستعدين لما سيأتي بعد ذلك، وهذا هو الوعد الذي نقطعه».
وخلال حفل التسلّم والتسليم في قاعدة «فورت ماير»، حذّر بايس من «المصالح الشخصيّة السامّة» وتأثيراتها على الحرب في العراق. ورأى أنّ الولايات المتّحدة «لا يمكنها التصويت على خروجنا» من العراق، فيما لفت مولن إلى أنّه سيعمل على تطوير استراتيجية «لدعم مصالحنا القومية في الشرق الأوسط وإعادة بناء وتعزيز قوّاتنا المسلّحة وخصوصاً القوّات البرية ودراسة الأخطار التي نتعرّض لها على مستوى العالم بشكل ملائم».
وتقضي مهمّة مولن بتجديد بنية الجيش الذي أوهنته عمليات إعادة الانتشار، والذي عليه أن يواجه تحدّيات جديدة إضافية في العراق، ولاسيّما الخطر المتمثّل باحتمال أن تصبح إيران قوة نووية. وبحسب وصف وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، هو «مفكّر استراتيجي لامع الذكاء» يملك رؤية شاملة لحاجات الجيش ومستلزماته.
ومولن، الذي خدم في فييتنام وقاد سفناً عديدة ووجد متسعاً من الوقت لمتابعة دراسته في إدارة الأعمال في جامعة «هارفرد»، صاحب تجربة كبيرة في العمليات البحرية. وقبل تسلّمه قيادة عمليّات الأسطول الأميركي في تمّوز عام 2005، شغل منصب قائد القوّات البحرية الأميركية في أوروبا وكذلك منصب القائد الإقليمي لقوّات «حلف شمالي الأطلسي» في إيطاليا. إلّا أنّه لا يملك الخلفية السياسية التي كانت لدى سلفه، الذي كان خلال 6 سنوات، شخصيّة مركزية في الحرب على أفغانستان والعراق.
وأثناء الاستماع إلى أقواله في الكونغرس، عبّر مولن عن شكوكه حول إمكان حلّ عسكري في العراق من دون مصالحة سياسية. وبحسب خبراء، فهو أعرب لدى سلطات وزارة الدفاع، قبل تعيينه، عن شكوكه إزاء إرسال تعزيزات إلى العراق. ويأتي تعيين مولن بعد سلسلة تغييرات داخل المؤسسة العسكرية منذ أن حلّ غيتس مكان دونالد رامسفيلد في كانون الأوّل الماضي. وشملت التغييرات التي حصلت داخل الجيش، منصب قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جون أبي زيد الذي حلّ مكانه الأميرال ويليام فالون. ورأى الخبير العسكري في مؤسّسة «بروكينغز»، مايكل أوهانلون، أنّ استراتيجية إرسال تعزيزات إلى العراق «ستنجح في المطلق. إلّا أنّه من الممكن أيضاً أن يكون مولن وفالون بين أولئك الذين يقولون: اسمعوا، علينا أن نقلّص من تدخّلنا في العراق لأنّنا نشدّ الحبل كثيراً على الجيش ونحدّ من مرونتنا».
(أ ف ب، الأخبار)