غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ الأخبار

3 شهداء... والقاهرة تستضيف حواراً داخليّاً فلسطينيّاً بعد عيد الفطر!

تبادلت حركتا «حماس» و«فتح» أمس الاتهامات في شأن «الانفجار الهائل» الذي هز مدينة غزة مساء أول من أمس؛ ففيما حمّلت وزارة الداخلية في حكومة إسماعيل هنية حركة «فتح» المسؤولية عن الانفجار، الذي وصفته بـ«العمل التخريبي»، توعدت هذه الحركة بالانتقام لاغتيال ثلاثة من نشطاء جناحها العسكري.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان: «رغم حالة الأمن والهدوء التي ينعم بها قطاع غزة، تأبى بعض الفئات الخارجة عن القانون، التي تتلقى الأوامر من جهات باتت معروفة للجميع في رام الله، إلا أن تعيث في الأرض الفساد»، مشددةً على أنه «بعد انتهاء التحقيقات في حادثة انفجار سيارة من نوع بيجو غرب مدينة غزة، تبين أن عصابة من العصابات المحسوبة على حركة فتح كانت تقوم بنصب عبوة شديدة الانفجار خلف موقع أنصار».
وأكدت الوزارة أن ذلك يأتي «لاستهداف إحدى الدوريات التابعة للشرطة الفلسطينية، لكن العبوة انفجرت وهم يقومون بنصبها، وأدت إلى مقتل أربعة أشخاص (من الذين كانوا يقومون بزرعها) وإصابة آخرين».
وفي السياق، أكدت حركة «حماس» أنها لن تقف مكتوفة الأيدي «إزاء الأعمال الإجرامية التي تهدف إلى النيل من عزيمة أبناء شعبنا». وقالت في بيان: «باتت الحقيقة واضحة جلية ليست بحاجة إلى إثباتات. ونال الانقلابيون الفوضويون جزاء ما صنعوا من أفعال يندى لها الجبين ولا يقدم عليها إلا جبناء قتلة يتلقون توجيهات من أسيادهم في رام الله الذين بات استقرار الأمن في القطاع يقلقهم».
في المقابل، رفضت «كتائب شهداء الأقصى» هذه التهم. وحمّلت، في بيان، «القيادة السياسية لحركة حماس الخارجة عن القانون وميليشياتها الدموية، المسؤولية الكاملة عن اغتيال ثلاثة من عناصرها جراء استهداف سيارتهم بقذيفة آر.بي.جي، أثناء مرورهم بالقرب من موقع أنصار».
وقال البيان إن «المقاومين الثلاثة، وهم هديب خضر، ويوسف حمادة، ومعتز القمع، كانوا في طريقهم لتنفيذ مهمة جهادية، قبيل اعتراضهم وتصفيتهم من ميليشيات حماس». وتوعّد البيان بأن «هذه الجريمة البشعة لن تمر مرور الكرام ولن تذهب دماء الشهداء هدراً». وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم كتائب «أبو المجد غريب» التابعة لـ«فتح» أعلنت مسؤوليتها عن الانفجار بعد وقت قصير من وقوعه، مشيرةً إلى أنه استهدف القيادي في كتائب القسام ومسؤول القوة البحرية في الشرطة جميل الدهشان.
وكانت الروايات قد تضاربت عقب الانفجار؛ ففي الوقت الذي تردد في البداية أن الانفجار ناجم عن قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من حركة «حماس»، وهو أمر نفاه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، قالت وكالة «فلسطين برس»، الموالية لحركة «فتح»، إن «الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة استهدفت سيارة «لميليشيات حماس».
ورغم الأجواء المتوتّرة بين الطرفين، قالت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الأخبار» أمس إن هناك ترتيبات تجرى بالفعل لعقد محادثات سرية في القاهرة بين «حماس» و«فتح» برعاية مصرية.
وأكدت المصادر أن الوساطة المصرية تجددت بين الطرفين بناء على طلبهما معاً، مشيرة إلى أن الاجتماع سيعقد بشكل تمهيدي فى العاصمة المصرية عقب عطلة عيد الفطر. وأوضحت أن اللقاء سيعقد على الرغم من نفي حركة «فتح» المعلومات المتداولة بشأنه.
وكان المتحدّث باسم «فتح» أحمد عبد الرحمن قد نفى موافقة عباس المبدئية على احتضان القاهرة جولة جديدة من الحوار الوطني بين حركتي «فتح» و«حماس» يجري بموجبها حل الأزمة الفلسطينية الداخلية.
في هذا الوقت، استشهد الفلسطيني سعيد العمور (22 عاماً) برصاص الاحتلال، خلال عملية توغل في قرية الفخاري الواقعة في أقصى جنوب شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. كما استشهد المقاوم من «كتائب القسام» محمد بسام حسان (20 عاماً) وأصيب آخر في غارة إسرائيلية استهدفتهم في رفح جنوب قطاع غزة. وفي شمال القطاع، أعلنت «كتائب القسام» استشهاد حامد الرحل وأصابة 2 آخرين جراء انهيار نفق كانوا يحفرونه في بيت لاهيا.
وفي الضفة الغربية، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أمس 11 فلسطينياً بدعوى أنهم «مطلوبون».