غزة ــ رائد لافي
3 جرحى في تفجير استهدف شرطة «حماس»... وجماعة مجهولة تتبنّى «محاربة الفساد»


في إشارة إلى تحوّل نوعي في الوضع الأمني في قطاع غزة، استهدف مجهولون أمس، وللمرة الثانية في غضون 24 ساعة، القوات الأمنية التي تقودها حركة «حماس»، وسط معلومات عن «استعادة حركة فتح ترتيب صفوفها»، وهو ما عدّته الحكومة المُقالة تغييراً في قواعد اللعبة، في وقت أخذت جماعة مجهولة على عاتقها مسؤولية «محاربة الفساد والمفسدين».
وأصيب ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح متفاوتة، أحدهم جروحه خطرة، عندما فجّر مجهولون عبوة ناسفة في دورية تابعة لقوات التدخل وحفظ النظام في منطقة عسقولة شرق مدينة غزة.
وقالت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية، إن «تلك الفئات تلعب في أمن القطاع، وتزرع العبوات على جنبات الطريق وفي سيارات المجاهدين من أبناء الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية»، مشيرة إلى أن الشرطة «فتحت تحقيقاً في الحادثة، وتم اعتقال عدد من المشتبه فيهم للتحقيق معهم».
ورأت الوزارة، في بيان، أن «هذه الجريمة بمثابة تغيير في قواعد اللعبة من قبل هؤلاء، وستقوم بمعالجة الموقف وفق القانون»، مؤكدة أنها «لن تهدأ حتى تلقي القبض على الجناة الحقيقيين لمعرفة من يقف خلفهم ومن يخطط لمثل هذه الجرائم ويموّلها».
واستذكرت الوزارة ما حدث قبل يومين من انفجار عبوة بمن وصفتهم «عصابة من عصابات التيار العميل»، وهم يحاولون نصبها لاستهداف إحدى دوريات الشرطة الفلسطينية. وأشارت إلى أن صدور بيان باسم «مجموعات أبو المجد غريّب» تتبنّى عملية التفجير قبل معرفة النتائج، «يدل على أنّ هناك جهات توجّه وتأمر ثم تقوم بالإعلان عن هذه الجرائم».
وقالت مصادر مطلعة، لـ«الأخبار»، إن حركة «فتح» نجحت في الفترة الأخيرة في استعادة تنظيم صفوفها في القطاع، مستغلة حال الغضب الشديد لعناصرها ونشطائها جرّاء الملاحقة التي يتعرضون لها من قبل حركة «حماس».
ولم تستبعد المصادر نفسها تصاعد عمليات التفجير في الفترة المقبلة ضد المواقع التابعة لحركة «حماس»، وخصوصاً في مدينة غزة، مشيرةً إلى أن هناك مجموعات «سريّة» تتبع لحركة «فتح» وتتلقى تمويلاً ومساندة من «قيادة السلطة في رام الله».
وفي حادثة منفصلة، أصيب أمين سر حركة «فتح»، عماد مدوخ، في منطقة النصر الجنوبي وسط مدينة غزة بجروح خطرة، جرّاء إطلاق النار عليه من مسلحين مجهولين.
وقالت مصادر محلية وسكان إن «مجهولين يرتدون لباساً أسود يستقلّون سيارة قاموا بإطلاق النار في اتجاه مدوخ، وأصابوه في ساقه وبطنه، قبل أن يلوذوا بالفرار من المكان».
وبحسب مواقع إلكترونية موالية لحركة «فتح»، فإن «مجهولين اختطفوا مدوخ من منزله إلى مكان مجهول، وجرى تعذيبه ومن ثم أطلقوا النار عليه وتركوه ينزف». وأشارت مصادر في «فتح» إلى أن «هذه هي المرة الثانية التي يجري فيها اختطاف مدوخ خلال أقل من شهر، والتحقيق معه وتعذيبه».
وفي ظل غياب القانون، أعلنت جماعة مجهولة أطلقت على نفسها «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» أنها تعمل من أجل «محاربة المفسدين في جميع مناطق قطاع غزة». وتبنّت الجماعة المسؤولية عن «ردع اثنين من أبناء إحدى العائلات في مدينة خان يونس»، جنوب القطاع.
وقالت الجماعة، في بيان، «إنها ترى أنه لزاماً عليها محاربة كل من تسوّل له نفسه الإفساد والاعتداء على حرمات الله، وخصوصاً سبّ الذات الإلهية والضرب بيد من حديد على الشبان الذين استعبدهم الشيطان». وأضافت: «أصبح سبّ الذات الإلهية شيئاً مألوفاً عندهم، وهناك من الشبان من يسهرون ساعات طويلة بين أزقة الشوارع وجدران البيوت الآمنة، يدخّنون ويزعجون الآمنين».
وبحسب مصادر محلية وسكان في جنوب القطاع، فإن هذه الجماعة ظهرت للمرة الأولى قبل أسابيع، عندما اعتدت بالضرب على مطرب محلّي بعد انتهائه من إحياء حفل غنائي في مدينة خان يونس، قبل أن تشرع أخيراً في محاربة «بسطات» بيع الدخان في الشوارع.
‏وفي اعتداء إسرائيلي، أصيب ثلاثة فلسطينيين في غارة شنتها طائرة للاحتلال على سيارة في رفح.