القاهرة ــ الأخبار
مخاوف من حملة على الشيعة... و«الاحتجاب» يقسّم الصحف

قرّرت غرفة المشورة في محكمة القاهرة أمس إخلاء سبيل القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين»، عصام العريان، إضافة إلى 9 آخرين من قادة الجماعة، ألقي القبض عليهم في حفل عشاء أقيم في منزل رجل الأعمال نبيل مقبل، وذلك «لعدم كفاية الأدلة»، في وقت تبحث أجهزة الأمن المصرية عن المسؤولين عن قتل مسيحيّين في ظروف غامضة في قرية تابعة لمحافظة سوهاج في صعيد مصر، قرب قرية الكشح التي وقعت فيها أحداث فتنة كبرى بين المسلمين والمسيحيين قبل نحو 5 سنوات.
في هذا الوقت، يعيش الشيعة في مصر، والذين لا يقل عددهم عن الخمسة آلاف، حالة من الترقب والحذر، بعد اعتقال رئيس المجلس الأعلى لآل البيت محمد الدريني. ورغم كونه غير متهم بقضايا تتعلق بالأفكار الشيعية، إلا أن اعتقاله عُدّ بداية هجوم على الشيعة المصريين، ترافق مع انتشار أخبار عن تقارب وشيك في العلاقات بين القاهرة وطهران.
وحضر عشرات الشيعة الاحتفال السنوى بذكرى استشهاد الإمام علي، والذي نظمه مركز علوم أهل البيت، متخطين الحذر الأمني. وارتدى الحاضرون السواد. وهاجم المسؤول الإعلامي في مركز آل البيت من سمّاهم «أصحاب اللحى» الذين ينشطون في رمضان، ويدّعون وجود مصحف خاص بالشيعة يسمى «مصحف علي وفاطمة».
من ناحية أخرى، ارتفعت حالة التوتر بين الأوساط الصحافية، بعد محاولات خرق إجماع الصحافة المستقلة والحزبية على الاحتجاب يوم الأحد في 7 تشرين الأول المقبل، احتجاجاً على حملة نظام الرئيس المصري حسني مبارك على حرية الصحافة وصدور أحكام بحبس 5 رؤساء تحرير. يضاف إلى ذلك الحرب المعنوية التي تشنها صحف النظام على معارضي الرئيس مبارك. وسيبدأ الاحتجاب في موعده، ومن المفترض أن تلتزمه 15 صحيفة، ما عدا صحيفتي «الأهالي» و«الأسبوع»، اللتين حاول رئيسا تحريريهما، فريدة النقاش ومصطفى بكري تأجيل الاحتجاب إلى 14 تشرين الثاني، إلى حين استكمال الحوار مع النظام.
وأصبحت الصحف الخارجة عن الاحتجاب في مرمى نيران الصحافة المستقلة. وعقد رؤساء تحرير الصحف التابعة للنظام، والرافضة للاحتجاب، اجتماعاً في ضيافة وزير الداخلية، شهد تنسيقاً لضرب وحدة «الجماعة الصحافية».
وحاول بعض رؤساء التحرير، أول من أمس، تبرير امتناع «الأهالي» و«الأسبوع» عن الاحتجاب، لكونهما أعضاء في لجنة الحوار مع الحكومة، الأمر الذي رفضه بقية رؤساء التحرير، متمسكين بتحديد المواقف الواضحة، إما مع الاحتجاب أو ضده.
إلى ذلك، دعت جماعة «صحافيين من أجل التغيير» إلى جمعية عمومية طارئة لنقابة الصحافيين في 20 تشرين الأول المقبل، لمواجهة الهجمة على الصحافة.
وباتت القاهرة أمس في ظل حصار أمني مكثّف، انتشرت فيه الحواجز الأمنية. كما أغلقت شوارع وسط المدينة استعداداً لتظاهرة أعلنت عنها حركة «كفاية»، احتجاجاً على قرار الكونغرس الأميركي تقسيم العراق.
وبحسب الحركة، ستخرج التظاهرة عقب صلاة الجمعة في جامع الأزهر، بمشاركة قادة الأحزاب والتيارات السياسية، وباتجاه مقر السفارة الأميركية في حي غاردن سيتي، الذي تحوّل منذ عام 2001 إلى ثكنة مغلقة.