استمرّت جولات نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي على الأحزاب والقوى السياسية، في نشاط ظاهره الترويج لمشروعه السياسي «العقد الوطني العراقي». غير أنّ بعض المراقبين رأوا في لقائه الأخير مع ممثّلي كل من التيار الصدري وحزب الفضيلة الإسلامي و«الجبهة العراقية للحوار» و«الكتلة العربية المستقلة»، أمس، خطوة تندرج ضمن مشروع إنشاء تكتّل سياسي معارض لحكومة نوري المالكي، وخصوصاً أنّ جميع القوى المذكورة هي خارج الائتلاف الحكومي. وفور انتهاء الاجتماع، سارع العديد من هذه القوى إلى نفي إنشاء جبهة معارضة. وجدّد ممثّل الكتلة الصدرية، النائب نصار الربيعي، التأكيد أنّ إنشاء تكتلات جديدة «يخلق تخندقات تزيد من تعقيد المشكلة السياسية ولا يحلّها».
كذلك، كشف مصدر في الحزب الشيوعي العراقي، الذي انسحب أخيراً من «القائمة العراقية» التي يرأسها إياد علاوي، لـ«الأخبار»، أن «هناك تعليمات داخلية تفيد بالعمل على الترويج لقائمة الحزب والشخصيات التي يرشّحها ككيان مستقل لا ينضوي تحت أي جبهة».
إلى ذلك، قال بيان صدر عن مكتب الهاشمي، بعد الاجتماع أمس، إنّ «جبهة التوافق العراقية وعدداً كبيراً من الكتل السياسية، بدأت تقترب من مشروع وطني يضمّ الجميع».
ونقل البيان عن نائب الرئيس قوله: «تدارسنا أثناء اللقاء مشروع العقد الوطني العراقي، على أمل إغنائه وتطويره تمهيداً للقاءات على مستوى عالٍ، للوصول إلى ورقة يستند إليها العراق لتكون أساساً لمخرج من الأزمة الراهنة».
في المقابل، قدّمت «جبهة التوافق العراقية» أمس طلباً إلى رئاسة مجلس النواب باستبدال النائب عبد الناصر الجنابي، الذي تمّت إقالته من المجلس، بلاعب كرة القدم المعروف أحمد راضي. وقد صوّت مجلس النواب في وقت سابق بالغالبية على إقالة الجنابي، لشتمه المجلس على إحدى شاشات التلفزة، وأعلن انضمامه إلى «المقاومة».
وفي السياق، اعتقلت القوات الأميركية خلال عملية عسكرية، النائب عن الجبهة، نايف جاسم محمد، خلال اجتماعه بقيادة تنظيم «القاعدة» في بلدة الشرقاط، شمال البلاد، الأسبوع الماضي.
بدوره، كشف الرئيس جلال الطالباني أن بلاده عقدت صفقة مع الصين لتسليح الشرطة العراقية بقيمة 100 مليون دولار أميركي، مشيراً إلى أن تباطؤ الأميركيّين في هذا المجال، جعل نحو 80 في المئة من أفراد القوى الأمنية العراقية لا يزالون من دون سلاح فردي.
إلى ذلك، مرّ الاحتفال الديني بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي في مدينة النجف أمس من دون تسجيل أعمال عنف، وسط مشاركة نحو 1.5 مليون زائر، بينما قُتل نحو 10 عراقيّين في أرجاء متفرقة من البلاد.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)