برلين ــ غسان بو حمد
استعاد الشعب الألماني، خلال احتفاله بعيد الوحدة الألمانية للسنة السابعة عشرة، ذكريات الماضي، متطلعاً إلى مستقبل سياسي واقتصادي متقدّم، وقدرة على استخدام سلاح العقوبات الاقتصادية، إضافة إلى إصرار «اتحادي» على مواصلة دعم المقاطعات الألمانية (الشرقية) لتحقيق المساواة والعدالة بين المواطنين الألمان.
ورغم النكهة الحزبية الخاصة والمميّزة التي طبعت موجة الاحتفال الرسمي والشعبي في مدينة شفيرين، فقد خالطتها إلى حدّ كبير موجة من الحنين إلى ذكريات الماضي، بما في ذلك عروض «المنتجات والبضائع والنقود» الشرقية، والحنين للنازية، تجلّت في شعارات معادية للأجانب أطلقها بعض الشباب الألمان.
وفي رسالتها إلى الشعب الألماني، رأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن مواصلة عملية بناء المقاطعات الشرقية لا تزال، بعد 17 عاماً من الوحدة الألمانية، تشكّل الهمّ الرئيسي الشاغل للحكومات الاتحادية، إضافة إلى المقاطعات الألمانية الغربية حتى يتساوى الواقع الاقتصادي والاجتماعي.
ويؤكد خطاب المستشارة الألمانية وتصريحات المسؤولين الألمان رغبة الحكومة بالحصول على مقعد بين الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي. وكانت المستشارة قد طالبت بهذا المقعد رسمياً في خطاب قبل أيام.
وعلى هامش الاحتفال السنوي، اعتقلت الشرطة الألمانية مجموعة من الشباب الألماني أطلقوا شعارات معادية للأجانب، وأطلق سراحهم لاحقاً بعد التأكد من كونهم سكارى، بحسب مصدر الشرطة الألمانية.
وكانت هذه الحادثة مناسبة لاستغلال المجلس اليهودي المركزي، وإعلانه توجّسه وخوفه من تنامي «النازية» في ألمانيا الموحدة وشجبه أيضاً لاحتفال موسيقي افتتح أمس في «المسرح البرليني المركزي»، وعزفت خلاله مقطوعة موسيقية تاريخية بعنوان «من روح ألمانيا»، وهي من تأليف الموسيقار هانس بفيتزنر، المتهم بميوله النازية. وقد سبق منعها بعد عزفها في عام 1949 لمحتواها الذي يتغنى بالقوة.
أما وسائل الإعلام الألمانية، فاسترجعت بدورها المسار التاريخي الوحدوي الذي عاشته البلاد، واعتبرت أن تاريخ الوحدة في الثالث من تشرين الأول عام 1990، ما كان ليختتم بالفرح لولا قيادات سياسية ساهمت بالتخطيط له.