«الفوز المؤكّد» هو ما يُتوقّع أن يحظى به الرئيس الباكستاني برويز مشرّف اليوم في الانتخابات الرئاسية، لكن هذا لا يعني بتاتاً أنّه سيُعلَن بشكل نهائي رئيساً للبلاد للمرة الثالثة، فقد وضعت المحكمة العليا أمس عقبة في طريقه بعدما قرّرت تأجيل إعلان النتيجة النهائية للانتخابات ريثما يصدر قرارها المتعلّق في أهلية مشرّف للترشّح، الذي يبدو متفائلاً رغم القرار بعدما صدّق على «مرسوم المصالحة الوطنية»، ممهّداً الطريق أمام اتفاق تقاسم للسلطة مع رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو.ويمنح المرسوم سياسيين عملوا في باكستان من عام 1988 وحتى 1999عفواً، ومن ضمنهم بوتو التي أسقط عنها تُهم الفساد. كما عدّل المرسوم بعض قواعد قانون الانتخابات لكي تحول دون وقوع عمليات احتيال في الانتخابات التشريعية المقرّرة في كانون الثاني المقبل.
وقال وزير السكك الحديد شيخ رشيد أحمد إنّ مشرّف بدأ عهداً جديداً بالتوقيع على المرسوم، موضحاً أنّه «لم يحصل أي تعديل على المسودّة التي سبق ووافق عليها الطرفان (بوتو ومشرّف)».
وستحول هذه المصالحة دون انضمام نوّاب حزب الشعب الباكستاني إلى المعارضة ومقاطعة انتخابات اليوم.
في هذا الوقت، لم تصدر المحكمة العليا قرارها النهائي المتعلّق باستحقاق مشرّف للترشّح للرئاسة، معرّضةً بذلك نتائج الانتخابات الرئاسية التي ستجري اليوم إلى الخطر، رغم أنها سمحت بإجرائها من دون إعلان نتائج لحين الفصل في الطعون المقدّمة من المرشّحين المنافسين لمشرّف على الرئاسة الباكستانية.
وقال رئيس هيئة القضاة في المحكمة جافد إقبال إنّ الانتخابات ستجري في موعدها، فيما النتائج تعلن لاحقاً بعد إصدار الحكم النهائي في الالتماسات المقدّمة، على أن يُستأنف الاستماع في 17 تشرين الأوّل المقبل.
وعلى الرغم من حتمية الانتخابات الرئاسية وفوز مشرّف، الذي يتمتع بالغالبية في المجالس المحلية (4 مجالس) والوطنية (مجلسي الشيوخ والنوّاب)، فالقرار النهائي للمحكمة هو ما سيعطيه الشرعية.
إلى ذلك، قال المدّعي العام مالك قيوم إنّ مشرّف يحتفظ في حقه بقيادة الجيش اذا امتدت إجراءات المحكمة، وأمِل أن يصدر القرار النهائي للمحكمة في غضون أسبوع، بعد استئناف الاستماع، موضحاً أنّ النتائج غير الرسمية للانتخابات الرئاسية يمكن أن يتم إعلانها السبت على أن ينتظر الإعلان الرسمي قرار المحكمة.
ويثير قرار المحكمة تساؤلات حول الخيارات المتاحة إذا انتخب مشرّف رئيساً اليوم وأتى بعدها قرار المحكمة في غير مصلحته، وهل سيحلّ مكانه المرشّح الذي يليه بعدد الأصوات أو تعاد الانتخابات. هذه التساؤلات رفضت اللجنة الانتخابية التعليق عليها على اعتبار أنها «أمور شديدة الحساسية».
وقد يكون حزب الرابطة الاسلامية الحاكم احتاط لهذا الموضوع بترشيح النائب محمد ميان سومرو، الذي يمكن أن يُعطى أصوات خلال الاقتراع تجعل منه المرشّح الثاني الذي يمكن أن يحلّ مكان مشرّف إذا صدر قرار بعدم أهليته.
ويُعدّ كل من مشرّف وبوتو من المعتدلين الذي تشجّع واشنطن إبرام اتفاق بينهما للوقوف في وجه المتطرّفين، الذين توعّدوا بوتو بشن هجمات انتحارية ضدّها «للترحيب» بها عند عودتها إلى البلاد، بحسب ما ذكرت صحيفة «دايلي تايمز» أمس.
وقال زعيم «طالبان» في المناطق القبلية بيت الله محسود إنّ رجاله سيرحبون ببوتو، موضحاً «نحن لا نعترف بالرئيس مشرف وببوتو لأنهما لا يقومان إلا بحماية مصالح الولايات المتحدة».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)