strong>آلاف أحيوا «يوم القدس» في طهران ودمشق والمنامة وغزة وكابول: حزب الله يقاتل وإسرائيل ترتعد
جدَّدت طهران أمس مواقفها المبدئية من قضية فلسطين، متعهدةً، في ذكرى يوم القدس العالمي، استمرار الكفاح حتى تحرير «كامل» الأرض من الاحتلال «الصهيوني»، فيما أقيمت احتفالات في العديد من الدول الإسلامية، وسارت تظاهرات ضخمة في إيران وفلسطين وأفغانستان والبحرين، حاملة شعارات «الموت لإسرائيل».
وأعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه حان الوقت لفك «شيفرة» الصندوق الأسود «الصهيوني» والسماح للشعوب بالتحقيق في مجازر إسرائيل ضد الشعوب المسلمة، وذلك أمام مسيرة جامعة طهران في مناسبة يوم القدس العالمي، التي دعا مؤسس الثورة الإسلامية آية الله الخميني، إلى أحيائها في آخر يوم جمعة من رمضان في كل سنة.
وقال نجاد إن «كندا وألاسكا تضم أراضي شاسعة، لماذا لا تنقلوا إسرائيل إلى هناك وتستمروا في مساعدتها من خلال معونات تتراوح ما بين 30 و40 مليار دولار سنوياً لبناء مكان جديد هناك».
وذكر الرئيس الإيراني أنه ينبغي عدم تصوير محارق اليهود باعتبارها «مسألة مقدسة وأقدس من الله والرسل» أو «ذريعةً لبدء إبادة جماعية أخرى في فلسطين»، منتقداً عدم اكتراث الدول الغربية إزاء الإهانات التي توجّه إلى الشعوب المسلمة ومقدساتها.
ودعا نجاد قادة الدول الغربية إلى السماح للأكاديميين بإقامة تحقيقات ميدانية في قضية المحرقة، متسائلًا «لماذا الغرب لا يسمح بفتح هذه الشيفرة وفك لغز الهولوكست؟»، مشيراً إلى أن «إيران تدين اختلاق هذه الذريعة ليستغلّها النظام الصهيوني في ارتكاب إبادة جماعية ضد الأمة الفلسطينية ويحتل فلسطين».
وتعهّد نجاد بمواصلة الكفاح «حتى تحرير كامل فلسطين»، قائلًا إن «الشعب الفلسطيني صامد. الشعب الإيراني والشعوب الأخرى كذلك ولن تتوقف طالما لم تحرر كامل فلسطين».
وفي المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، مارك رغيف، لوكالة «فرانس برس»، إن «العبارات المتطرفة والبغيضة التي نطق بها الرئيس الإيراني يجب أن تعزّز تصميم المجتمع الدولي في منع إيران من امتلاك السلاح النووي».
وفي طهران، سارت تظاهرات ضخمة مثلما في مدن إيرانية أخرى. وحمل المتظاهرون شعارات «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا». كذلك سادت أجواء من المرح مع انتشار باعة البالونات الملونة وقيام فنانين بدعوة من بلدية طهران بتلوين وجوه الأطفال ورسمها على هيئة قطط وأرانب. وسار متطوعون في ميليشيا البسيج وقد غطوا وجوههم بالوشاح الفلسطيني التقليدي وأخذوا يرددون «حزب الله يقاتل وإسرائيل ترتعد».
وفي خطبة الجمعة في طهران، أعطى الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني نبذة مختصرة عن تاريخ إقامة دولة إسرائيل. وقال، في إشارة إلى مؤتمر الشرق الأوسط المزمع عقده، «أي مبادرة أو مؤتمر للسلام سيكون غير مجدٍ ما لم يتم توضيح مصير خمسة ملايين لاجئ فلسطيني».
ومن جهته، قال وزير الخارجية منوشهر متكي، إن «الورقة الوحيدة الرابحة عند الكيان الصهيوني هي الضربات التي وجّهها للفسطينيين واللبنانيين وأحياناً إلى سوريا»، حسبما نقلت عنه وكالة «ارنا» للأنباء.
وفي القدس المحتلة، أدى نحو 130 ألف مصلّ «بهدوء ومن دون أي حادث» صلاة الجمعة في مسجد وباحة الحرم القدسي، فيما نشرت الشرطة الإسرائيلية ثلاثة آلاف من عناصرها في محيط المدينة التاريخية تحسباً لأي طارئ، حسب بيان شرطة الاحتلال.
وأعلن مفتي القدس الشيخ محمد حسين لوكالة «فرانس برس» أنه «يُقدِّر عدد المصلّين بما بين 120 و130 ألفاً. ولو كانت الأوضاع عادية لقدم نصف مليون مصلّ لكن كثيرين لم يتمكنوا بسبب الحواجز الإسرائيلية».
وفي غزة، شارك نحو ألفي فلسطيني في مسيرة دعت إليها حركة الجهاد الإسلامي، انطلقت من أمام مسجد عز الدين القسام في بيت لاهيا شمال القطاع، وأحرقت خلالها أعلام أميركا وإسرائيل. وفي دمشق، أقام الفلسطينيون مهرجاناً بالمناسبة في مخيم اليرموك، في حضور ممثل عن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي، السيد علي الحسيني، وقادة من القوى الفلسطينية إمام جامع السيدة زينب في دمشق.
أمّا في البحرين، فقد خرج آلاف من المواطنين إلى الشوارع إحياءً ليوم القدس. وسار المتظاهرون في القرى ذات الأغلبية الشيعية على مشارف مدينة المنامة وهم يهتفون «إسرائيل لا بدّ من أن تُزال من على وجه الخريطة».
وفي كابول، شارك مئات الطلاب الأفغان في تظاهرة حاشدة مناهضة لإسرائيل، وردّد المتظاهرون الغاضبون هتافات تقول «الموت لإسرائيل.. الموت لبوش ولتحي فلسطين»، بينما أحرقوا أعلام إسرائيل ودمىً للرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت. وفي السياق نفسه، دعت منظمات إسلامية ومنظمات مدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني وحركات مناهضة للحروب إلى مسيرة غداً الأحد، وسط العاصمة البريطانية لندن.
وسيتحدث خلال المناسبة كل من النائب جورج غالاوي عن حزب الاحترام، والحاخام أهرون كوهين والنائب العام للمجلس الإسلامي البريطاني داود عبد الله ورئيس اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان مسعود شجرة وآخرون.
(مهر، أ ف ب، د ب أ، يو بي آي، رويترز)