رام الله ــ أحمد شاكر غزة ــ رائد لافي

مع توالي التفجيرات الداخلية في قطاع غزة، برزت أمس تصريحات للقيادي «الفتحاوي» محمد دحلان الذي اتهم قطر وإيران بدعم «حماس» بالمال والسلاح، بالتزامن مع نفي «فتحاوي» جديد لأي بوادر حوار مع «حماس»، في وقت استشهد فيه فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي.
وهزت ثلاثة انفجارات قوية أمس مدن غزة ورفح وخان يونس من دون وقوع إصابات. واستهدف مجهولون مبنى بلدية رفح فيما فجّر آخرون عبوة ناسفة بسيارة رباعية الدفع تابعة للشرطة الفلسطينية التي تقودها حركة «حماس» في مدينة خان يونس. وألقى ناشط من «فتح» قنبلة يدوية في تجاه منزل أحد أنصار «حماس» في عبسان قرب المدينة.
وقالت حركة «حماس»، في بيان، إنه «لدى ملاحقة المجرم المعتدي فرّ باتجاه السياج الأمني الصهيوني وسلّم نفسه لقوات الاحتلال الذين كانوا ينتظرونه في المكان، ووفروا له الحماية». وفي حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، فجّر مجهولون عبوة ناسفة في منزل الناشط في «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح» خيري أبو الخير، حيث لحقت أضرار مادية في المنزل المذكور.
واتهمت «كتائب شهداء الاقصى»، القوة التنفيذية بوضع العبوة الناسفة أمام منزل أبو الخير، داعية في الوقت نفسه حركة «حماس» إلى التراجع عن استهداف مقاتليها.
وفي غضون ذلك، نقلت مصادر إعلامية موالية لحركة «حماس» عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن «قيادة حماس» تدرس بجدية استكمال عملية الحسم العسكري ضد بقايا «فلول التيار الخياني» في غزة، وإلغاء العفو العام الذي منحته لعناصر حركة «فتح» التي كانت تشارك في الاقتتال وخلق الفتنة.
وأضافت المصادر أن قيادة «حماس» شرعت في الدراسة بعدما تأكدت من أن جناحها العسكري كتائب «عز الدين القسام» على أتم الجهوزية لذلك، رغم انهماكه في الإعداد لأي اجتياح إسرائيلي للقطاع.
في هذا الوقت، قال دحلان، في مقابلة لقناة «العربية» السعودية، إن «حماس» «خسرت نفسها والشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بعدما شاهد الجميع مشاهد الإجرام والكذب والادعاء التي مارسته بعد انقلابها واستفرادها بغزة». واتهمها «بالعمل على إنهاء المقاومة وتجبر الآن الجهاد الإسلامي على وقف الصواريخ».
وأضاف دحلان أن «حماس قدمت لإسرائيل هدية مجانية بفصلها الضفة عن غزة». وقال «إن الحصار المفروض على قطاع غزة موجّه ضد الشعب الفلسطيني ورجال الأعمال والفئات الفقيرة، وحماس لا تتضرر منه لأن لديها من يمولها من إيران وقطر ولا ينقصها مال ولا سلاح ولا يعنيها استثمار هذا المال لمساعدة الشعب الفلسطيني بل تستثمره لتمويل عناصرها لعمليات القتل اليومي والتخريب والتدمير».
وفي السياق، نفى الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم بشدة التقارير التي تروّجها «حماس» عن وجود وساطات عربية أو دولية بين «حماس» و«فتح»، مضيفاً أن الحديث عن وساطات كهذه يأتي للتخفيف من الاحتقان ضد ممارساتها «الإجرامية» في قطاع غزة.
وقال عبد الرحيم إن «حماس استبدلت قاعدة الأمن في مقابل السلام الذي ظل لسنوات النضال الوطني بقاعدة أخرى، وهي أن تحقق الأمن لإسرائيل مقابل أن تستمر في توفير الغذاء». وأضاف أن حماس «أصبحت تتسول لقاء مع القيادة الإسرائيلية».
ميدانياً، استشهد مقاوم فلسطيني خلال اشتباك مع وحدة اسرائيلية عند حدود قطاع غزة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الرجل «فتح النار من الجانب الفلسطيني من السياج الممتد على طول الحدود، باتجاه وحدة قامت بالرد وقتلته من دون أن يصاب أحد في صفوفها».