strong>طهران: تصريحات سعود الفيصل غامضة ومثيرة للتوتّر استبعد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس توجيه ضربة عسكرية لطهران، رغم تأكيده بقاء هذا الخيار «على الطاولة»، مشدداً على المنهج الدبلوماسي في حل أزمة البرنامج النووي، وذلك في أعقاب تصريح فرنسي مماثل جاء على لسان وزير الخارجية برنار كوشنير، قال فيه إن بلاده تحترم إيران وستواصل الحوار معها.
وفي حديث خاص مع قناة «العربية» الفضائية بثته أمس، قال الرئيس الاميركي «لقد التزمت أن نعمل مع العالم وأن نتحدث بصوت واحد للشعب الإيراني وللحكومة الإيرانية.. فنعمل بطرق توضح جيداً أنه لا ينبغي توخِّي سياسة تؤدي إلى اكتساب الأسلحة النووية لأن ذلك يمثّل تهديداً كبيراً للعالم وبخاصة هدف إيران المعلن وهو تدمير إسرائيل».
وأضاف بوش «من دون شك، أضع جميع الخيارات على الطاولة، لكني أكدت أيضاً للشعب الأميركي أني سأنتهج المسار الدبلوماسي في هذه المسألة.. سنعمل مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا من أجل توجيه رسالة واضحة لطهران، وهي أننا سنواصل فرض العقوبات ونصعِّب على الحكومة الإيرانية عملها في العالم حتى يغيّروا من تفكيرهم».
وفي أنقرة، قال كوشنير إن «إيران بلد نحترمه وينبغي أن يلتزم بالاتفاقات الدولية»، مؤكداً أن «مفاوضاتنا ستتواصل».
وأضاف كوشنير، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي علي باباجان الذي يتوقع أن يزور سوريا اليوم، «أن فرنسا لم تشدّد موقفها تجاه إيران بل على العكس»، مشيراً إلى «أن فرنسا ستقوم بكل ما في وسعها من أجل تهدئة هذه الأزمة».
وفي برلين، ردَّت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية على خطاب أرسله كوشنير هذا الأسبوع إلى عواصم دول الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن ألمانيا تساند المبادرة الفرنسية
لبحث فرض عقوبات أشد من الاتحاد الأوروبي على إيران إذا رفضت التعاون بشأن مطالب وقف بعض أوجه برنامجها النووي.
وفي السياق، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يمكنها أن تتخذ خطوات منفردة لإبطاء التجارة مع إيران قبل أن يوافق الاتحاد على فرض مزيد من العقوبات غلى طهران. وقال المتحدث باسم الرئيس نيكولا ساركوزي، دايفيد مارتينون، في مؤتمر صحافي، إن «المناقشات (في الاتحاد الأوروبي) ليست سهلة لتحاول التوصل إلى نظام لتشديد العقوبات.. إن المحادثات داخل الأمم المتحدة وداخل الاتحاد الأوروبي يجب أن تتواصل»، مضيفاً «في الوقت نفسه، هذا لا يمنع حقيقة أن في وسع دولة أوروبية أن تتحرك قدما بانفراد وعلى أساس وطني من خلال إعطاء بعض التوصيات لشركاتها».
وفي طهران، قال رئيس مجلس خبراء القيادة الايرانية علي أكبر هاشمي رفسنجاني «إن فرنسا تؤدي الآن دوراً مكان بريطانيا وقد اتخذت مواقف راديكالية متشددة وعززت تعاونها مع الولايات المتحدة، وهذا باعتقادي موقف خاطئ منها».
وأضاف رفسنجاني، في خطبة الجمعة، أن «إيران مستعدّة لتوضيح كل الأمور الغامضة، لكن على الغرب التوقف عن تخويف إيران من حقوقها المعترف بها دولياً».
أما وزير الخارجية منوشهر متكي فأعلن من جهته، إثر عودته من نيويورك، «أن إيران ردّت على أسئلة وكالة الطاقة بشأن البلوتونيوم، وقد كشف المدير العام للوكالة محمد البرادعي عن ذلك معلناً اغلاق هذا الملف».
وقال متكي إن ايران والوكالة بدأتا البحث في التعاون بينهما حيال أجهزة الطرد المركزي «لكن التعاون الثنائي لم يرقَ إلى دولة أو دولتين من مجموعة (5 +1)، ومن هذا المنطلق، بدأوا الضغط على الأعضاء الآخرين لإصدار قرار جديد من أجل فرض مقاطعة على إيران».
وكانت دول منظمة المؤ‌تمر الإسلامي قد شجبت في بيان أصدره وزراء خارجيتها، في ختام اجتماعهم السنوي في نيويورك، استخدام بعض الدول لمجلس الأمن الدولي أداةً لتحقيق أغراضها الخاصة. ورفض أعضاء المنظمة الضغوط التي تمارسها على طهران قوى دولية معينة، ودعوا إلى حل هذه القضية سلمياً.
إلى ذلك، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني عن استغرابه للتصريحات المنسوبة إلى نظيره السعودي سعود الفيصل أخيراً عن إيران. وقال حسيني، في تصريح لقناة «العالم»، إن «إيران تربطها علاقات وديِّة مع السعودية. وإن التصريحات المثيرة للتوتر من جانب الأصدقاء السعوديين غامضة وبعيدة عن التوقعات، وإن طرح مثل هذه التصريحات يتناقض مع روح العلاقات الثنائية بين البلدين». وكان الفيصل قد اتهم إيران بالتدخل في شؤون العراق ولبنان.
(د ب أ، أ ب، يو بي آي، إسنا، مهر، أ ف ب)