موسكو ــ حبيب فوعاني
بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس زيارة إلى العاصمة الطاجيكيّة، دوشانبه، قال مساعده للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو إنها مخصّصة للمشاركة في اجتماعات مجالس رؤساء الدول الأعضاء في «رابطة الدول المستقلة» و«المنظمة الاقتصادية الأوراسية» و«منظمة معاهدة الأمن الجماعي».
وسيحتفل سيّد الكرملين بعيد ميلاده الـ 55 بحضور نظرائه غداً قبل العودة إلى موسكو. ووفقاً لبريخودكو، فقد أكّد جميع الرؤساء مشاركتهم باستثناء الرئيس الأوكراني، فيكتور يوتشينكو، المشغول بنتائج الانتخابات البرلمانية، حيث سيمثّله وزير خارجيّته أرسيني ياتسينوك.
وشهد يوم أمس، المفاجأة التي توقّعتها صحيفة «أر بي كا دايلي» الروسية حدوثها، أثناء قمة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، وذلك بتوقيع مذكرة تعاون بين المنظمة العسكرية المذكورة و«منظمة شانغهاي للتعاون»، التي تضم كلّا من روسيا وكازاخستان وقرغيزستان والصين وطاجكستان وأوزبكستان، وتتمتع فيها الهند وإيران ومنغوليا وباكستان بصفة مراقب.
وشدّد الأمين العام التنفيذي لـ «شانغهاي»، بولات نور علييف، على أنّ هذه الوثيقة تسمح «بتوسيع الشراكة بين المنظّمتين في مجال الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتجارة المخدّرات غير الشرعية». فيما أكّد نظيره في المنظّمة الثانية، الجنرال نيكولاي بورديوغا، أنّ توقيع المذكرة لا يعني أن المنظمتين تعتزمان التنافس في المنطقة مع «حلف شمالي الأطلسي» ولا تريان فيه عدواً «كما يعتقد بعض الخبراء».
إلّا أنّ الخبراء يصرّون على أنّ توقيع المذكرة يُعدّ مقدّمة لإنشاء حلف عسكري ـــــ سياسي ضخم يتحدّى «الأطلسي» ليس فقط في آسيا الوسطى، بل وعلى امتداد القارة الأوراسية الشاسعة. ويرى المراقبون الروس أنّ الصين، بموجب المذكرة، تصبح شريكاً استراتيجياً لأرمينيا وبيلاروسيا، ويظهر في أوراسيا محور جيوسياسي يضمّ مينسك ـــــ موسكو ـــــ بكين، يمثّل ثقلاً جباراً مواجهاً لـ«منظمة التنمية الاقتصادية والديموقراطية» (غوام) التي أنشئت في 25 أيار من العام الماضي، وتضم أذربيجان، جورجيا، أوكرانيا ومولدوفا، لمواجهة «رابطة الدول المستقلّة».
في هذا الوقت، أعلن مساعد القائد العام لسلاح الجوّ الروسي، ألكسندر دروبيشيفسكي، أنّه سيتمّ تزويد قوّاته المرابطة في منطقة الشرق الأقصى من البلاد، بطائرات «سوخوي ـــــ 24» المطوّرة خلال الشهر المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عنه إيضاحه أنّ «الطائرات المطوّرة تتميّز بوجود مقصورة وأجهزة إلكترونية جديدة، ومنظومات قيادة وملاحة وتوجيه نيران حديثة جداً».