strong>علي حيدر
إسرائيل تتحدث عن محاولة فلسطينية لـ«تفجير المحادثات» بحجة «ضبابية الصياغة»

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أمس الى تهدئة منتقديه في اسرائيل، الذين يأخذون عليه المضي بسرعة في محادثاته مع الفلسطينيين تمهيداً للمؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط المرتقب في تشرين الثاني المقبل، مشدداً على أنه «لم يتم التوصّل مع الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) إلى أي اتفاق أو توافق».
واوضح أولمرت، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، أنه «لم تكن هناك اتفاقات ولم تكن هناك ملخصات بيني وبين أبو مازن»، وأن ما تم خلال اللقاءات «تنشيط أدمغة واستعراض القضايا والمواضيع المركزية التي تمثّل أساساً لمفاوضات ستجري مستقبلاً ويجب أن تقود إلى دولتين لكلا الشعبين».
ورأى أولمرت أن «مؤتمر السلام الذي سيُعقد في الولايات المتحدة يجب أن يقدّم دعماً وتشجيعاً للعملية (السياسية)، لكنه في أي حال من الأحوال ليس بديلاً عن مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين». وأضاف إن «أي حلّ يتم التوصل إليه سيكون مشروطاً بتطبيق مبادئ خريطة الطريق مع التشديد على ترتيب المراحل التي تحددها، والتي تنطوي على أهمية خاصة».
وكان أولمرت قد قال، خلال اجتماع لوزراء حزب «كديما» أمس، إن «الهدف الأعلى للقمة الدولية هو تعزيز المحادثات المباشرة وهناك قيادة فلسطينية ملتزمة التسويات ومحاربة الإرهاب ونحن ماضون في طريق محفوفة بالمخاطر لتغيير الوضع القائم الذي ليس في مصلحة إسرائيل». ورأى أن التوصل إلى بيان مشترك إسرائيلي ـــــ فلسطيني يتم إعلانه خلال المؤتمر الدولي لا يتطلب مصادقة الكنيست. وخفَّض مجدّداً من سقف التوقعات من اجتماع أنابوليس، فرأى أن «البيان المشترك ليس شرطاً لعقد الاجتماع، ومجرد عقد الاجتماع هو أمر مهم».
ويواجه أولمرت معارضة داخلية لخطواته السياسية مع عباس، وخاصة من جهة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي تطالبه بعدم الإسراع في التوصل إلى اتفاقات، ووزير الدفاع إيهود باراك الذي يرى أن عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض ضعيفان وغير قادرين على تنفيذ اتفاقيات قد يتم التوصل إليها مع إسرائيل.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد نقلت أول من أمس عن مصدر رفيع المستوى في مكتب أولمرت قوله إن الأخير أقنع عباس خلال لقائهما الأربعاء الماضي في القدس الغربية بعدم وضع جدول زمني لإنهاء المفاوضات حول قضايا الحل الدائم التي تشمل اللاجئين والقدس والحدود، بعدما اتفقا في الاجتماع نفسه على الشروع في هذه المفاوضات في أعقاب المؤتمر الدولي.
ويبدأ طاقما المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني اليوم سلسلة اجتماعات بهدف التوصل إلى صيغة متفق عليها «للبيان المشترك»، الذي سيتم طرحه خلال المؤتمر الدولي.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن مصادر في مكتب أولمرت قولها إن «معلومات موثوق بها وصلت أخيراً إلى القيادة السياسية الإسرائيلية تشير إلى أن الفلسطينيين يعتزمون تفجير المحادثات، والادّعاء أن الجانب الإسرائيلي يتهرّب من تناول المواضيع الحساسة ويسعى إلى صياغة وثيقة ضبابية لا تستجيب للحد الأدنى من احتياجات الشعب الفلسطيني».
وبحسب هذه المعلومات، فإن رئيس الطاقم الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء) «سيهدد بعدم حضور المؤتمر الدولي إذا لم يتدخل الأميركيون في المفاوضات بين الجانبين ولم يضغطوا على إسرائيل».
في المقابل، لمَّح نائب رئيس الحكومة حاييم رامون، خلال جلسة الحكومة، إلى انه ستتم خلال المؤتمر الدولي في انابوليس مناقشة مواضيع خلافية مثل تقسيم القدس، وأن «من يعتقد أن الاطراف سيناقشون خلال المؤتمر بنية مؤسسات السلطة الفلسطينية يوهم نفسه». ورأى أن «لإسرائيل مصلحة بأن تنال الأحياء اليهودية في القدس اعترافاً دولياً، بينما سيتم نقل أحياء عربية مثل شوعفاط الى الفلسطينيين». وأكد أنه «عندما يتم التحدث عن افق سياسي، فإن هذه المواضيع هي المقصودة».
الى ذلك، شدّد عباس أول من أمس على ضرورة أن «تكون الدولة الفلسطينية قابلة للحياة ومستقلة بعاصمتها القدس الشريف، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل». وأشار إلى أن «الأيام المقبلة ستكون صعبة».
وطالب عباس بألا يقتصر حضور المؤتمر على دولتين أو ثلاث، ويجب أن يشمل أكبر رقعة من العالم، مشدداً على «أننا نريد سلاماً. لكن ليس بأي ثمن»، ومؤكداً التزام الجانب الفلسطيني الشرعية الدولية وقرارتها.
(د ب أ، يو بي آي)