أعلنت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، الرافضة لنهج التسوية ومؤتمر السلام الدولي المقرر في تشرين الثاني المقبل، تنظيم «مؤتمر وطني» في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، لتأكيد «الثوابت الوطنية» الفلسطينية.وقال نائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، في بيان، إن «الفصائل الفلسطينية ستنظم مؤتمراً وطنياً في الخارج، يوازي مؤتمر الخريف، من أجل كشف ورفض المخططات الأميركية، وتأكيداً للثوابت الوطنية الفلسطينية».
وأضاف البيان أن «هذا المؤتمر ستُدعى إليه الفصائل الفلسطينية كافة، وشخصيات فلسطينية مستقلة. وسيؤكد أهمية دور المقاومة الفلسطينية، وضرورة تفعيلها وتنظيمها وتطويرها»، مشدداً على أن «المفاوضات (مع الجانب الإسرائيلي) عبثية، ولم تعطِ الفلسطينيين سوى الوهم».
وقال مسؤول في حركة «الجهاد»، طلب عدم ذكر اسمه، إن المؤتمر سيُعقد «في السابع من تشرين الثاني في دمشق». وأضاف أن «مؤتمراً وطنياً مماثلاً لمؤتمر دمشق سيعقد في الفترة نفسها في غزة بمشاركة الفصائل».
وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، من جهته، إن حركته «ستشارك في مؤتمر دمشق بفعالية». وأوضح أن هدف المؤتمر «تأكيد تمسك الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية بالحقوق الفلسطينية، وخصوصاً حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والقدس، ورفض أي محاولة لشطب هذه الحقوق مثلما تجري محاولات لتنفيذ ذلك، من خلال اللقاءات المكوكية».
إلا أن «فتح» أعلنت أنها لن تشارك في المؤتمر. وقال المتحدث باسم الحركة، أحمد عبد الرحمن، في بيان، إن «أي مؤتمر فلسطيني شعبي أو رسمي أو فصائلي لا تدعو إليه منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية والرئيس محمود عباس، هو مؤتمر غير شرعي ولا قيمة له، ولا يمكن إلا أن يكون نقطة سلبية». وأضاف أن «الانقلابيين (في إشارة إلى «حماس») هم وراء هذه الفكرة، في محاولة منهم لتعزيز سلطتهم الانقلابية». وتابع أن «الإخوة في سوريا لن يسمحوا بمؤتمر ضد منظمة التحرير الفلسطينية ومن دون رعاية المنظمة، لأنهم يعترفون بالمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني». وفي السياق، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني المُقال، إسماعيل هنية، من الأهداف الأميركية الحقيقية لعقد مؤتمر الخريف، «والهادفة إلى التطبيع مع الدول العربية، ولا سيما السعودية». وتمنى «من الدول العربية ألا تعطي غطاءً لأي تنازلات جديدة على صعيد الوضع الفلسطيني».
وأضاف هنية، في مقابلة لصحيفة «فلسطين»، «سنتوجه مباشرة إلى أشقائنا العرب، وخاصة المملكة العربية السعودية ومصر، ونطالبهم بأن يعيدوا النظر في أي قرار متعلق بالمشاركة في هذا المؤتمر».
بدورها، شدّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أول من أمس على أنها ترفض رفضاً قاطعاً خطة خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية، وتتمسك بتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحل القضية الفلسطينية.
وقال بيان للجبهة: «إن المناورة الأميركية الإسرائيلية المكشوفة، الداعية إلى عقد مؤتمر دولي مبهم وغامض في تصوراته ورؤيته، يستهدف استمرار سياسة المماطلة والتضليل والتنكر لحقوقنا الوطنية والقومية المشروعة». وأضاف: «إن هذا المؤتمر المزعوم، يستهدف نضالنا وحقنا في المقاومة، ويأتي في سياق رغبة أميركية ـــــ إسرائيلية لإبعاد الأنظار عن مخططاتهم الإجرامية بحق شعبنا وأمتنا، ودق طبول الحرب ضد سوريا وإيران، واستمرار سياسة العبث بمستقبل العراق والعديد من شعوب المنطقة».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)