غزة ــ رائد لافي
المقاومـــة تقصـــف إسرائيـــل بصـاروخ «غـــراد»... وجيـــش الاحتـــلال «يــدرس الــردّ»


شهد قطاع غزة أمس جريمة، هي الأولى من نوعها التي تستهدف مسؤولاً مسيحياً، استدعت غضباً واستياءً واسعين في الشارع الفلسطيني، حيث لا يزال التوتّر الداخلي على أشدّه مع الإعلان عن تفكيك المزيد من العبوات المتفجرة، في الوقت الذي عاد فيه التهديد باجتياح القطاع إلى الواجهة بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية صاروخاً بعيد المدى على إحدى المستوطنات الإسرائيلية.
وعثرت الشرطة الفلسطينية، التي تقودها حركة «حماس»، على جثة رامي عياد (30 عاماً) مقتولاً في حي الزيتون في مدينة غزة، بعد اختطافه لساعات من جانب مجهولين.
وبحسب مصادر أمنية، فإن مجهولين اختطفو عياد مساء أول من أمس، بعد انتهاء دوامه اليومي كمحاسب في جمعية «أصحاب الكتاب المقدس»، واقتادوه إلى جهة مجهولة قبل العثور عليه جثة هامدة.
ويقطن في القطاع قرابة 3500 مسيحي، يتركز وجودهم في مدينة غزة، ولهم مراكزهم ومؤسساتهم ومدارسهم الخاصة، ويعرف عنهم الهدوء الشديد، وعدم تدخلهم في الخلافات السياسية.
ودان رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية جريمة قتل عياد. وقال «نعبّر عن إدانتنا الشديدة لهذه الجريمة ورفضنا لأن تسود لغة العنف والقتل والموت ساحتنا الفلسطينية». وأصدر قراراً بـ «تشكيل لجنة تحقيق عاجلة لمتابعة هذه القضية، وكشف ملابسات الحادث وتقديم الجناة الى العدالة والقانون»، مشدداً على «متانة العلاقة القوية في الساحة الفلسطينية بين المسلمين والمسيحيين».
ووصفت حركة «حماس» مرتكبي الجريمة بأنهم «مجموعة من الانفلاتيين». وقالت «إن العلاقة الإسلامية المسيحية هي علاقة اقوى من أن تؤثر عليها مثل هذه الجريمة، التي ارتكبت على أيدي فئة مجرمة، ونحن كشعب فلسطيني ـــــ مسلموه ومسيحيوه ـــــ أصحاب هذه الأرض وهذا الوطن، وسنبقى ندافع عنه جميعاً ملتحمين متوحدين».
بدوره، قال المستشار الرئاسي الفلسطيني أحمد عبد الرحمن، في بيان له، إن الرئيس محمود عباس أمر بمواصلة التقصي لمعرفة أسباب هذه الجريمة ومن يقفون وراءها لإيقاع العقاب بهم في الوقت المناسب.
ووجّه عبد الرحمن اتهامه لحركة «حماس» قائلاً «إنهم لا يتورعون عن استخدام السلاح ضد أي مواطن فلسطيني غير عابئين بأن ما يقومون به لن يخدمهم أو يخدم الشعب الفلسطيني، بل سيزيد الفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد».
في هذا الوقت، أعلنت الشرطة الفلسطينية أمس اعتقال 6 أشخاص أثناء محاولاتهم زرع عبوات ناسفة. وحمّلت «حماس» قيادات «فتح» في القطاع مسؤولية «أحداث غزة وتفجير العبوات الناسفة ضد عناصر ومقار الشرطة»، مشيرة إلى تورط مباشر لقيادات «فتح» في بعض التفجيرات.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومسؤول الحركة في غزة زكريا الأغا قد أعلن في وقت سابق «تفهمه» لهذه التفجيرات. وقال الأغا، في مؤتمر صحافي في مقر اللجنة التنفيذية في غزة أمس، «نحن لا نقر بعمليات التفجيرات، ولكن يمكن أن نتفهم الظروف الموضوعية التي دفعت بعض المواطنين ليقوموا بنوع من الثأر أو الرد، لكن هذا ليس شيئاً رسمياً ولا يعبر عن توجه الحركة في هذا الشأن».
ورأى المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري أن «هذه التصريحات تؤكد تورط قيادات حركة فتح المباشر في بعض التفجيرات التي وقعت أخيراً في غزة، وتمثّل تشجيعاً للمرتزقة الذين ينفذون هذه الجرائم للاستمرار في جرائمهم».
من جهة أخرى، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن قذيفة فلسطينية أطلقت من قطاع غزة سقطت أمس على مدينة نيتيفوت في صحراء النقب في جنوب اسرائيل من دون وقوع إصابات. وأضافت إن المدينة تبعد 15 كيلومتراً من قطاع غزة وتعرضت في الماضي لهجمات مماثلة.
وذكر مصدر عسكري أنه بعد فحص القذيفة تبيّن أنها في الواقع صاروخ روسي الصنع من نوع غراد مداه 20 كيلومتراً، وليس صاروخاً كالذي يتم صنعه في القطاع. وأضاف إن «الجيش الإسرائيلي ينظر بخطورة إلى هذا التصعيد ويتم إجراء مداولات داخل الجيش للتباحث في شكل الرد».
وفي الضفة الغربية، أعلن مصدر طبي فلسطيني استشهاد المواطن الفلسطيني علي أبو ارميلة (45 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي قبل 40 يوماً في مخيم جنين.