نفى القائد السابق لشرطة غزة، اللواء غازي الجبالي، أن تكون السلطات السعودية قد اعتقلته أو أوقفته خلال زيارته للسعودية لأداء العمرة خلال الأسبوعين الماضيين. كذلك فعلت السلطات السعودية، فيما نفت حركة «حماس» أن يكون الجبالي قد رافق رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، إلى المملكة، أو أن يكون مستشاراً له.وأوضح الجبالي، من دمشق، أنه غادر جواً صباح السبت المدينة المنورة في السعودية بعدما أدى مناسك العمرة في مكة وزار المسجد النبوي في المدينة المنورة. وأضاف إنه توجه الى دمشق دون أن يعترضه أحد، «بل على العكس، وجدت احتراماً وتقديراً من السلطات السعودية التي أوضحت له أن المملكة لا تمنع أي قاصد لها من أداء مناسك الحج او العمرة»، شرط ألّا يمثّل تهديداً أمنياً للحجاج. وأشار إلى أن زيارته الخاصة لأداء العمرة في السعودية استغرقت عشرة أيام.
وكانت مصادر فلسطينية قد قالت يوم الجمعة الماضي في رام الله إن السلطات الأمنية السعودية اعتقلت الجبالي الخميس، مشيرةً إلى أنه وصل الى السعودية برفقة مشعل لأداء العمرة. وقالت المصادر نفسها إن الجبالي مطلوب للقضاء الفلسطيني، وإن السلطة الفلسطينية طلبت من الإنتربول الدولي قبل سنوات اعتقاله بسبب تهم تتعلق بقضايا فساد مالي. وأضافت إن الجبالي، الذي يقيم في دمشق بعد هربه من غزة في 2005، يعمل مستشاراً لمشعل.
لكن حركة «حماس» نفت صحة الأنباء التي تحدثت عن علاقة تربطها باللواء الفلسطيني المتقاعد. وأصدرت الحركة بياناً أول من أمس قالت فيه إنه «لا صحة لقدوم اللواء الجبالي إلى السعودية برفقة مشعل.. وللصفة التي نسبت إليه بأنه مستشاره». وشدّد البيان على عدم وجود أيّ علاقة تنظيمية تربط الجبالي بـ«حماس»، «بينما من المعروف أن الجبالي هو عضو بارز في حركة فتح، وتولى منصب قائد الشرطة العام في الشرطة الفلسطينية خلال السنوات الماضية». ورأى بيان «حماس» أن الخبر «يهدف إلى التشويش على الزيارة التي يقوم بها مشعل للمملكة العربية السعودية»، وطالب «الرئاسة الفلسطينية بوضع حد لحملات الكذب والافتراءات التي يتولّى إطلاقها وتسويقها مسؤولون فلسطينيون تابعون لها».
في المقابل، رفض الناطق الرسمي باسم حركة «فتح»، أحمد عبد الرحمن، تأكيد خبر الاعتقال أو نفيه. وقال إنه «لم يصدر شيء رسمي حتى الآن عن هذا الموضوع».
كما نفى المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء المهندس منصور التركي نبأ اعتقال الجبالي. وقال، لصحيفة «الرياض» أمس، إن «الجبالي قدم إلى المملكة يوم الاثنين، وقد غادرها اليوم (السبت) من المدينة المنورة إلى دمشق».
وكان الجبالي قد عُيّن قائداً للشرطة الفلسطينية عام 1994، واشتهر خلال فترة شغله المنصب بالتورط بالفساد المالي والأخلاقي. وكان يعد من الأعداء المريرين لقائد الأمن الوقائي الأسبق في غزة، محمد دحلان، الذي اتهم موالون له باختطافه في تموز 2004، قبل أن يطلق سراحه في أعقاب تدخل شخصي من الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات. بعد ذلك، غادر الجبالي قطاع غزة وانتقل إلى عمان قبل أن يستقر في دمشق قبل نحو عامين. وبحسب مصادر فلسطينية، فإن الجبالي يسعى إلى الثآر من دحلان والرئيس محمود عباس، ولذلك ارتمى في أحضان «حماس»، التي قدم المشورات إليها في إقامة «القوة التنفيذية»، إضافةً إلى مساعدته لها على تجنيد ضباط من الشرطة الفلسطينية للعمل معها.
(الأخبار، أ ف ب؛ يو بي آي، د ب أ)