يحيى دبوق
استأنفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقاذف المسؤولية عن الفشل في تحرير الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط. واتهم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أمس، جيش الاحتلال بأنه لا يقوم بما فيه الكفاية لتحريره، مشيراً إلى أن الأولوية القائمة لدى المؤسسة العسكرية هي الوضع المتوتر في الشمال مع سوريا.
ونقلت صحيفة «معاريف»، أمس، عن محافل في «الشاباك» قولها إن «شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي لا تقوم بكل ما يمكن عمله» لتحرير شاليط، مشيرة إلى أن «إعادته ليست في مقدمة سلّم الأولويات في شعبة العمليات، رغم أنهم لا يهملون تماماً مهمة إعادته إلى الديار».
وأضافت الصحيفة أن «هذا النقد يأتي في الفترة الأخيرة التي يعطي فيها الجيش اهتماماً أكبر لما يجري في الساحة الشمالية، في ضوء التوتر الكبير مع سوريا»، مؤكدة أن «سلّم الأولويات ليس فنياً، لأنه يتقرر من خلاله فرز وسائل جمع المعلومات الاستخبارية للوحدات المختلفة، بهدف تنفيذ واستكمال المهمات القائمة على جدول الأعمال»، الأمر الذي يسبب تراجع الاهتمام بمسألة تحرير شاليط على حساب التوتر شمالاً.
وكانت صحيفة «معاريف» قد كشفت النقاب، في منتصف أيار الماضي، عن خلافات وتبادل اتهامات بين الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» في شأن الإخفاق في تحديد مكان شاليط. ونقلت عن مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قولها إن «الشاباك» لا يُشرك الجيش في مهمة البحث عن شاليط، ويرى أن المسألة تختص به.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، في إطار الاتهامات المتبادلة، إن الأجهزة الأمنية لم تعثر على أي معلومة ذات صلة بتحديد مكان احتجاز شاليط، وإن «إسرائيل، بعد عام على اختطافه، تتحسس طريقها في الظلام»، رغم أنه «جرى اختطافه من قبل منظمة إرهابية معروفة جيداً، وداخل منطقة محدودة في مساحتها، وتحت مراقبة إسرائيلية دائمة».
وحاول «الشاباك» والجيش الإسرائيلي التخفيف من ردود الفعل على ما نشرته معاريف أمس، وأصدرا توضيحاً مشتركاً أكدا فيه أن «الشاباك والجيش يوليان أهمية كبيرة لإعادة الجندي المخطوف جلعاد شاليط سليماً ومعافى إلى الديار». وأكدا أن «الجيش والشاباك يعملان بتعاون كامل لتحقيق هذا الهدف، وأن محافل عديدة تُعنى بهذه المهمة وتقوم بكل ما يلزم في البلاد وخلف الحدود»، لأجل هذه الغاية.
إلى ذلك، أبلغ القيادي في حركة «فتح» الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي ناديا الحلو، أنه يعلم ان اسمه من بين أسماء السجناء الذين تشملهم قائمة تبادل الأسرى المقدمة لإطلاق شاليط.
وزارت الحلو، وهي نائبة عن حزب «العمل» الاسرائيلي، البرغوثي في زنزانته في سجن هداريم، وطلبت منه العمل من أجل إنجاح مؤتمر الخريف للسلام المقرر عقده في شهر تشرين الثاني، والعمل من أجل إطلاق سراح شاليط.