strong>شدّدت دمشق وأنقرة أمس على ضرورة الوفاق على مرشّح رئاسي لتوحيد اللبنانيين، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية التركي علي باباجان إلى سوريا، التي راجت أنباء عن أن هدفها إقناع السلطات السورية بضرورة المشاركة في مؤتمر الخريف الدولي
أعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم في دمشق أمس، أن «لسوريا دوراً مهماً تلعبه في تسوية مشاكل العراق والفلسطينيين واللبنانيين»، مشيراً إلى أن «المنطقة تمرّ حالياً في مرحلة خطرة وحساسة للغاية، وخصوصاً أن المشكلات الإقليمية، وفي مقدمتها العراق وفلسطين ولبنان، تتأثر بعضها ببعض». وشدّد على «الحاجة الضرورية إلى الوصول إلى السلام العادل على أن تكون المسيرة السلمية شاملة لمختلف المسارات، بما فيها المسار السوري».
وقال باباجان إن «الأزمة اللبنانية تمر في مرحلة دقيقة وعلى الأطراف اللبنانية اتخاذ مواقف بنّاءة وإيجابية لتجاوزها، وعلى الولايات المتحدة ودول جوار لبنان أن تواصل دعمها» لهذا البلد، مشيرا إلى أن «وجهات النظر متفقة (مع دمشق) حول ما يجري في العراق لجهة ضمان وحدته وسلامته»، مضيفاً إنه «تم بحث الاجتماع الموسع المنوي عقده مطلع الشهر المقبل في اسطنبول لدول جوار العراق».
وفي رد على سؤال عن وساطة تركية محتملة لاستئناف مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل، عبّر باباجان عن «اهتمام بلاده الكبير بمشاكل المنطقة كلها». وقال إن «تركيا تقيم علاقات مع كل دول المنطقة وتشجع كل الأطراف على تسوية مشاكلها بالحوار والطرق السلمية».
وأعلن الوزير التركي أنه يعتزم استفسار المسؤولين الإسرائيليين بشأن الغارة التي شنتها طائرات إسرائيلية في السادس من ايلول على الأراضي السورية، معرباً عن «استغرابه» من معلومات صحافية أفادت أن تركيا تبلغت مسبّقاً بهذه الغارة. وقال إن «تركيا لا تسمح بأن تُستخدم أراضيها لتنفيذ عملية تطال أمن سوريا».
وفي هذا السياق، قال المعلّم إن بلاده تلقّت تطمينات تركية «بعدم السماح باستخدام أجوائها أو أراضيها أو مياهها للعدوان» على سوريا. وشكّك في ما يشاع عن علم تركيا المسبق بالغارة الإسرائيلية. وقال «إن هذه مجرد شائعة. تركيا لا يمكن أن تسمح باستخدام أراضيها أو أجوائها أو مياهها للعدوان على سوريا».
وفي ما يتعلق بإمكان مشاركة سوريا في المؤتمر الدولي للسلام، قال المعلم إن «هذا يتوقف على الدعوة إلى المؤتمر ومرجعياته وأهدافه وهل سيكون الجولان على طاولة المفاوضات».
وعن إمكان لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في اسطنبول، قال المعلم إن «الأميركيين يدرسون رؤية سوريا للموضوعات المقترحة للمناقشة في الاجتماع». وأضاف «حتى الآن لم نتلق أجوبة عمّا يتعلق بحضور المؤتمر، التي تتوقف على الدعوة وطبيعة المؤتمر ومرجعيته وأهدافه وما إذا كان الجولان موضع بحث».
وفي الشأن اللبناني، قال المعلم إن «وجهات النظر كانت متفقة على أن يتم التوافق على مرشح للرئاسة يؤدي إلى توحيد اللبنانيين، وعلى ضرورة التوصل إلى سلام شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي».
وكان الأسد قد استقبل باباجان، الذي سلمه رسالة من الرئيس التركي عبد الله غول تتعلق بالعلاقات الثنائية. وقال المعلم إن الرسالة تضمّنت دعوة إلى تركيا، وعد الرئيس السوري بتلبيتها «في أقرب فرصة».
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن باباجان عرض على الأسد «أهداف جولته في المنطقة وتم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والمستوى العالي الذي وصلت إليه وسبل تعزيزها».
وكان باباجان قد وصل إلى دمشق أول من أمس في زيارة استمرت يومين في إطار جولة في المنطقة تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن.
وكانت بعض وسائل الإعلام التركية قد ذكرت أن مباحثات باباجان ستتركز على إمكان أداء دور تركي جديد في الوساطة بين سوريا وإسرائيل، مشيرة إلى أن الوزير التركي سيعمل على إقناع دمشق بالمشاركة في مؤتمر الخريف المقبل.
(سانا، أ ف ب، أ ب، يو بي آي)