القاهرة ــ الأخبار
خلت الشوارع وأكشاك الصحف المصرية أمس من نحو 30 صحيفة يومية، احتجبت احتجاجاً على منع النظام للصحف من الخوض في ملف خلافة الرئيس حسني مبارك.
واحتجبت صحف مستقلة وحزبية، بينها «البديل» و«الدستور» و«صوت الأمة» و«المصري اليوم» و«الوفد» و«العربي»، بسبب صدور أحكام قضائية بحبس صحافيين يعملون فيها، بينهم خمسة رؤساء تحرير.
وينتظر احتجاب صحف أخرى في الأيام المقبلة. كما لم تصدر الطبعتان المبكرتان من صحيفتي «الأسبوع» و«الفجر» المستقلتين.
وكانت هناك محاولات لكسر فكرة الاحتجاب بسبب موعده وجدواه في ظل تفعيل لجنة حوار بين الصحافيين والحكومة، الأمر الذي أدى إلى تأجيل انضمام صحيفتي «الأسبوع» و«الأهالي» حتى اللحظات الأخيرة. بينما تراجعت صحيفة «الأحرار» (اليومية الحزبية) عن قرارها بالمشاركة في الاحتجاب.
وواجه الإضراب هجوماً مبطناً من غالبية الصحف اليومية الصادرة عن مؤسسات حكومية، إذ نشرت تصريحات لرئيس مجلس الشورى صفوت الشريف عن احترام حرية الصحافة فى عهد مبارك. وكان أربعة من رؤساء التحرير قد أدينوا بإهانة مبارك، وابنه جمال القيادي في الحزب الحاكم، ورئيس الوزراء أحمد نظيف، ووزير الداخلية اللواء حبيب العادلي، بينما أدين الخامس بنشر أخبار كاذبة عن وزير العدل ممدوح مرعي.
وقوبلت الأحكام القاضية بحبس صحافيين مصريين لمدة تراوح بين شهرين وعامين بالإدانة من منظمات حقوقية مصرية ودولية. ولم ينفّذ أي من تلك الأحكام لكونها في مرحلة الاستئناف، فيما دفع من صدرت ضدّهم الأحكام كفالات تقدّر بآلاف الدولارات لوقف تنفيذ عقوبة الحبس. وتقول الصحف المستقلة والحزبية المحتجبة إن أحكام الحبس التي صدرت ضد سبعة صحافيين فيها خلال الأسابيع الماضية، هي جزء من حملة هدفها إسكات الأصوات التي تنتقد الحكومة.
ويرى محلّلون أن من الممكن أن يكون هدف الحكومة التمهيد لتمرير عملية انتقال الحكم من الرئيس مبارك (79 عاماً) في جو هادئ خلال الفترة المقبلة. والبديل الوحيد الواضح لمبارك هو ابنه جمال الذي يقول إنه لا يطمح إلى منصب رئيس الدولة.
ومن بين الصحافيين الذين صدرت بحقهم أحكام بالحبس: رئيس تحرير «الدستور» إبراهيم عيسى، ورئيس تحرير «صوت الأمة» وائل الإبراشي، ورئيس تحرير «الوفد» أنور الهواري، ورئيس تحرير «الفجر» عادل حمودة، ورئيس تحرير «الكرامة» عبد الحليم قنديل.
ونقلت وكالة «رويترز» عن عادل حمودة قوله «رأيي أن الصحف القومية لم يعد لها طعم من دون الصحف المستقلة والحزبية. أعتقد أنه صار هناك تكامل بين هاتين المجموعتين من الصحف. المستقلة تقدم الانتقاد والتناول الجريء للأحداث والثانية تقدم أخبار الدولة».