strong>مقتــل 50 متمـــرّداً و20 جنديّــاً باكستانيّــاً فـي اشتباكــات فـي منطقــة القبائــل
استطاع الجنرال الباكستاني برويز مشرّف أن يحقّق فوزاً كاسحاً متوقعاً في الانتخابات الرئاسية التي جرت أوّل من أمس، إلا أن عليه الانتظار حتى 17 تشرين الأوّل، موعد استئناف المحكمة العليا جلسات الاستماع في القضايا المقدّمة ضدّ استحقاقه الترشّح، لتأكيد فوزه أو إبطاله، ما أدخل البلاد في حالة ترقّب وحذر، بدأت أولى ملامحها في يومٍ دام أودى أمس بنحو 50 متمرّداً و20 جندياً باكستانياً.
فقد حصل الجنرال، الذي يمتلك الأكثرية في المجالس الانتخابية، على غالبية الأصوات رغم مقاطعة المعارضة، التي قدّمت استقالات جماعية الأسبوع الماضي من أجل الطعن في شرعية انتخابه. كما غاب عن عملية الاقتراع نوّاب حزب الشعب الباكستاني بزعامة رئيسة الحكومة السابقة بنازير بوتو، التي امتنعت عن الانضمام إلى المعارضة والاستقالة بعد توقيع مشرّف يوم الجمعة الماضي «قانون المصالحة الوطنية» الذي أسقط ضدّها تهم الفساد.
وشكر الرئيس الباكستاني المُنتخب مؤيّديه على «النصر العظيم» الذي حقّقه. ورأى أنه بداية الحكم المدني في باكستان، في إشارة إلى عزمه ترك المنصب العسكري فور إدلائه اليمين الدستورية.
ولم يأبه مشرّف بالمقاطعة التي هدفت إلى المسّ بشرعية انتخابه، قائلاً إن «الديموقراطية تعني الغالبية، سواء أكانت هناك معارضة أم لا». وأضاف «وبما أنّ الغالبية صوّتت لي، فالنتيجة هي النتيجة».
وعندما سُئِل عن موقفه إذا أبطلت المحكمة النتيجة، تهرّب مشرّف، الذي تنتهي ولايته الدستورية في 15 تشرين الأوّل الجاري، من الجواب قائلاً «فليأتِ القرار أوّلاً وبعدها نقرّر».
ويتساءل مراقبون إن كانت المحكمة العليا ستجرؤ على إعلان مشرّف مرشّحاً غير دستوري وتبطل نتيجة انتخابه، ولا سيما أنه حصل على 671 صوتاً، فيما حصل أقرب منافسيه القاضي السابق وجيه الدين أحمد، بناءً على النتائج غير الرسمية، على ثمانية أصوات فقط. وتمّ إبطال 6 أصوات في مجمّع انتخابي يتألّف من مجلسين وطنيين و4 مجالس محلية (1170 ناخباً).
وفي السياق، يقول الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة لاهور للعلوم الإدارية، رسول باكش ريس، إنّه «سيكون من الصعب جداً على المحكمة إبطال النتيجة مع أنّ الاحتمال يبقى قائماً»، مضيفاً «سيأخذون بالاعتبار أنّ القرار سيقود البلاد إلى أزمة سياسية خطيرة»، ذلك أن هناك مخاوف من أن يفرض مشرّف القانون العسكري ويتخذ إجراءات محدّدة ضدّ عدد من المؤسسات تفادياً لوقوع أيّ فوضى إذا أُبطل انتخابه.
وواجهت الانتخابات انتقادات لاذعة من المعارضة؛ فقد هاجم وجيه الدين أحمد نشر نتائج غير رسمية رغم قرار المحكمة، قائلاً «ما يحاولون لفت نظر المحكمة العليا إليه هو فوز مشرّف بغالبية مطلقة، وبالتالي يؤثّرون على قرارها».
كذلك، رفض النائب عن حزب الرابطة الإسلامية التابعة لرئيس الحكومة الأسبق نوّاز شريف، صادق الفاروق، قبول النتيجة. واتّهم مشرّف «بخرق الدستور»، وبأن «ليس لديه أدنى احترام للقانون».
ولم تسلَم الانتخابات من غضب الشارع، حيث اشتبك عشرات من المحامين المعارضين مع الشرطة خارج مبنى الجمعية المحلية في بيشاور، ما أدّى إلى وقوع إصابات.
إلى ذلك، هنّأت واشنطن باكستان «الشريك والحليف الهام». وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو، «ننتظر الإعلان النهائي من اللجنة الانتخابية، ونتطلّع إلى العمل مع كل القيادات الباكستانية في القضايا المشتركة والإقليمية ومحاربة الإرهاب».
وبعد ساعات من فوز مشرّف، اندلعت اشباكات بين الجيش الباكستاني والمتمرّدين وأدت إلى مقتل 50 متشدّداً و20 جندياً باكستانياً. وبدأ القتال بعدما نصب متشدّدون كميناً لقافلة تابعة للجيش قرب بلدة مير علي في وزيرستان الشمالية ليل السبت ـــــ الأحد، ثمّ ما لبثت أن امتدت الاشتباكات إلى المناطق المجاورة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)