strong>زحمة اجتماعات عرفتها أنقرة أمس بعد وصول عدد قتلى جيشها إلى 15 في الساعات الـ48 الأخيرة على يد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية مع العراق، في أكبر خسارة يتكبّدها الجيش التركي على أيدي المقاتلين الأكراد منذ عام 1995. ومن غير المعروف ما إذا كان سيقتصر ردّ تركيا على القصف المدفعي للمناطق العراقية الحدودية، أم أنّ اجتياحاً شاملاً سيشنّه عسكرها على العراق
بعد اجتماع طارئ للحكومة التركيّة وآخر بين رئيس البلاد عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورئيس أركان الجيش يسار بيوكيانيت، ينتظر المراقبون اجتماعاً جديداً يُعقَد صباح اليوم «للمجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب»، برئاسة أردوغان، سيصدر بيان في ختامه يُعتَقَد أنه سيحمل قرارات مهمّة عن الإجراءات المستقبليّة.
ومن غير المعروف ما إذا كان الاجتياح الشامل للأراضي العراقية سيتمّ قريباً أو إذا كان القرار سينتظر اجتماع أردوغان والرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن الشهر المقبل.
وتعهّد القادة العسكريّون والزعماء السياسيون الأتراك عمل كلّ ما هو ضروري «لحماية الجمهورية» من الهجمات التي يشنّها الأكراد الذين يتحصّنون في جبال كردستان العراق.
وقد عقد غول وأردوغان وبيوكيانيت اجتماعاً على عجل في قصر الرئاسة فور الإعلان عن مقتل جنديّين تركيين جدد أمس لينضما إلى زملائهم الـ13 الذين سقطوا في محافظات ديار بكر وسيرناك في جنوب شرق البلاد أوّل من أمس، وهي أعلى حصيلة قتلى يتكبّدها الجيش التركي منذ 12 عاماً.
وجاء في بيان صدر عقب الاجتماع «بتأييد من شعبنا وبعزم قواتنا الأمنية وباستخدام قدرات جميع مؤسّسات الدولة، سنواصل كفاحنا تحت كل الظروف إلى أن يتم تحقيق السلام والأمن للمواطنين في سائر ربوع البلاد»، علماً أنّ أردوغان قال مساء أول من أمس «ستتّخذ حربنا ضد الإرهاب شكلاً مختلفاً تماماً».
وجدّد زعماء أحزاب المعارضة التركيّة أمس دعوتهم الحكومة والجيش إلى شنّ عمليات داخل الحدود العراقية، على عكس ما نصّ عليه الاتفاق الذي وقّعه وزيرا الداخلية العراقي والتركي في الأسبوع الماضي، والذي تعهّد الطرفان بمقتضاه التعاون بشأن الأمور المتعلقة بحزب العمال الكردستاني من دون منح القوّات التركية الحق الصريح في شنّ عمليات عبر الحدود العراقية.
وكانت الحكومة التركية قد بحثت في وقت سابق أمس الإجراءات المطلوبة ضدّ «العمال الكردستاني». وقال المتحدّث باسمها جميل جيتشك «سنتّخذ كل الإجراءات اللازمة وليس هناك تردد ولا نقص في التصميم» من دون تحديد نوعيّة تلك الإجراءات.
وردّاً على سؤال عما إذا كانت أنقرة تفكّر في القيام بتوغّل عسكري في شمال العراق كما يطالب الجيش منذ فترة طويلة، لم يستبعد جيتشك أي خيار، لكنه أكّد ضرورة التحرك بـ «رويّة».
وأوضح المتحدّث الحكومي أنّ الجيش شنّ قبل أيام عمليته السنوية في الخريف من كلّ عام للحؤول دون تمكن عناصر الحزب الكردي الذين يدخلون تركيا في الربيع من الجبال العراقية، من العودة إلى مخيّماتهم هناك لقضاء فصل الشتاء.
وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنّ مقاتلات «اف 16» تركيّة شُوهدَت تتحضّر لحالة قتالية بعدما تمّ نقلها من قاعدتها في ديار بكر الحدودية إلى أمكنة أخرى، وأنه تمّ وضع العديد من هذه المقاتلات في حالة جهوزية كاملة.
وفي كردستان العراق، كشف مصدر مسؤول في قوّات حرس الحدود (البشمركة) في محافظة دهوك أن المدفعية التركية قصفت مناطق حدودية تابعة لقضائي زاخو والعمادية من دون وقوع خسائر بشرية.
وسارعت حكومة كردستان العراق إلى التنصّل من مسؤولية إيواء المقاتلين الأكرد، ورأى المتحدّث باسمها جمال عبد الله أنّ الهجمات الكردية على الجنود الأكراد «شأن تركي داخلي لا دخل للعراق فيه».
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

تحذير لنوّاب أميركا
نقلت صحيفة «حريات» التركيّة أمس عن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم ايجمين باجيس قوله إن أنقرة قد توقف الدعم الذي تقدّمه في مجال الإمداد والتموين للقوّات الأميركية في العراق، إذا أيّد مجلس النواب الأميركي يوم الأربعاء المقبل مشروع قانون يصف المذابح التي تعرّض لها الأرمن على أيدي العثمانيين عام 1915 بالإبادة الجماعية.
(رويترز)