في خطوة تكميليّة للميثاق الذي وقّعه «المجلس الإسلامي الأعلى في العراق» مع التيار الصدري يوم السبت الماضي، اتفق الطرفان أمس على تشكيل لجنة عليا لفضّ النزاعات بينهما. وقال القيادي في المجلس الأعلى، النائب الشيخ جلال الدين الصغير، في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الاجتماع مع قيادة التيار، «اتفقنا على تشكيل لجنة عليا لها لجان عمل في كل المحافظات تابعة لها ويتم التعامل معها على أعلى المستويات وستتكفّل بمتابعة كل الاحتقانات التي قد تحصل». وأضاف «كنّا واقعيّين في تشخيص الأزمات ولم نفترض أنّ الأمور ستجري بشكل وردي فهناك أعداء ومخترقون وأجندات تنفّذ ضدّ التيارين وهي متعدّدة، وهذه الأطراف ليست بالضرورة عراقية بل تمتدّ إقليمياً».
بدوره، رأى رئيس وفد التيار الصدري، رياض النوري، أن اللقاء بمثابة «رسالة وحدة الى جميع العراقيّين»، داعياً إلى «تجديد وتفعيل مثل هذه اللقاءات».
ورحّبت جامعة الدول العربية أمس بالاتّفاق الذي وصفته، على لسان أمينها العام المساعد للشؤون السياسية أحمد بن حلي، بأنه «قرار صائب وحكيم». وطالب المسؤول العربي بتوسيعه «ليشمل جميع الطوائف والفصائل العراقية».
وجدّد بن حلي التأكيد على أنّ جهود الجامعة لتحقيق الوفاق والمصالحة في العراق «ستبقى متواصلة مع الحكومة العراقية والقوى الوطنية والأطراف الدولية الفاعلة على الساحة».
في هذا الوقت، التزمت السفارة الأميركية لدى بغداد أمس الصمت حيال تصريح الحكومة العراقية التي تعهّدت محاسبة عناصر شركة «بلاك ووتر» بعدما خلُص تحقيقها في مجزرة ساحة النسور، التي ارتكبتها الشركة الأميركية في 16 من الشهر الماضي، إلى أنّ عدد الضحايا هو 17 مدنياً. وقالت المتحدثة باسم السفارة ميريبي نانتانغو إنّ «هذه القضية ستُناقَشها اللجنة المشتركة الموكل إليها التحقيق في القضيّة». وكشفت الدبلوماسية الأميركية أنّ مبعوث وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس السفير باتريك كندي باشر تحقيقه لمراجعة طرق العمل الدفاعي التي تتّبعها الشركات الأمنية في العراق، مشيرة إلى أنّ وفدين من ضمن فريق التحقيق الذي يرأسه كندي سيصلان الى بغداد خلال الأسبوع الجاري.
على صعيد آخر، التزمت طهران تعهّدها وأعادت أمس فتح المعابر الحدودية مع إقليم كردستان العراق بعد أسبوعين من إغلاقها.
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الأميركي أمس أنّ قوة تابعة له اعتقلت ثلاثة «إرهابيين مرتبطين بميليشيا مدعومة من ايران» خلال عملية دهم في مدينة الصدر يوم السبت الماضي. وكشف أنّ الأشخاص الثلاثة يُعتقد أنّهم مسؤولون عن اختطاف 5 متعاقدين بريطانيين في بغداد في 29 أيار الماضي.
وفي بغداد، سقط أمس نحو 30 عراقياً في موجة تفجير سيارات مفخّخة استهدف أحدها السفارة البولندية. أمّا في سامرّاء، فقُتل 14 عراقياً في هجوم انتحاري عبر شاحنة مفخخة، بينما قُتل جندي أميركي في بغداد.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)