القاهرة ــ خالد محمود رمضان
اتّفــاق بيــن القاهــرة و«الأطلــسي» يسمــح بنشـر قوّات من الحلف على حدود غزّة!

وسط مخاوف من اختراق إسرائيل تجارياً واقتصادياً وأمنياً لمناطق الصعيد في جنوب مصر،وقّعت الحكومتان المصرية والإسرائيلية أمس في القاهرة اتفاقاً يوسّع جغرافية اتفاقية «الكويز»، التي تسمح بتصدير منتجات مصرية معفاة من الضرائب إلى الولايات المتحدة إذا تضمّنت مكونات إسرائيلية.
وقال وزير التجارة والصناعة المصري رشيد أحمد رشيد، في مؤتمر صحافي، إنه اتفق مع نظيره الإسرائيلي إيلي يشاي على خفض الحد الأدنى من المكونات الإسرائيلية في السلع المؤهلة للحصول على الإعفاءات من 11.7 في المئة إلى 10.5 في المئة، مشيراً إلى أنهما اتفقا أيضاً على مطالبة ممثلة التجارة الأميركية سوزان شواب بتمديد العمل بالترتيبات الخاصة بدخول السوق لتشمل شركات في ثماني محافظات جنوبي القاهرة. وأوضح أن توسيع النطاق الجغرافي للترتيبات لتنطبق على مناطق جديدة يتطلّب مفاوضات مع الجانب الأميركي بخلاف خفض نسبة المكونات الإسرائيلية.
لكن خبراء ومحللين اقتصاديين نددوا بهذا الاتفاق ووصفوه بأنه بمثابة هدية سخية من الحكومة المصرية لنظيرتها الإسرائيلية لاختراق العمق الاستراتيجي والسكاني لمصر والمتمثل في مناطق الصعيد. وقال هؤلاء إن الاتفاق سيزيد احتمالات زيادة الصادرات الإسرائيلية إلى الأسواق المصرية.
وعلمت «الأخبار» أن يشاي أجرى محادثات مطولة وسرية مع رئيس جهاز المخابرات اللواء عمر سليمان وعدد من مساعديه تركزت على المساعي المصرية لإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد استقبل الوزير الإسرائيلي أمس، وتسلم منه رسالة من الزعيم الروحي لحركة «شاس»، الحاخام عوفاديا يوسف، تتضمّن طلباً بممارسة الضغوط لإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط.
وفي حديث للصحافيين بعد لقائه مبارك، رفض يشاي وضع أي إطار زمني للمحادثات مع الجانب الفلسطيني. ورأى أن «وضع جدول زمني للمفاوضات يمكن أن يكون معوقاً لتلك المفاوضات ويؤدي إلى الإضرار بها وبإمكان إحداث تقدم بها». وطالب حركة «فتح» باستعادة السيطرة على قطاع غزة قبل إجراء مفاوضات سلام.
في هذا الوقت، قال موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أمس إن القاهرة وقعت على اتفاق تعاون مع حلف شمال الأطلسي يسمح للأخير بنشر قواته عند محور فيلادلفي (صلاح الدين) بين مصر وقطاع غزة لمنع تهريب أسلحة للقطاع.
وذكر المراسل السياسي لـ«يديعوت»، روني سوفير، في تقرير من بروكسل، أن اتفاق التعاون مع مصر وُقِّع أمس.
وقالت مصادر في «الأطلسي» إنه سيحق لمصر، بموجب الاتفاق الجديد، التعاون مع الحلف في قضايا تتعلق بحراسة الحدود ومحاربة الإرهاب وتبادل معلومات متعلقة بالإرهاب واستقرار مناطق حساسة. إلا أنها نفت أي اتفاق خاص يتعلق بالحدود بين مصر وقطاع غزة، مشيرة إلى أنه «ليس مستبعداً بحث هذا الموضوع والمطالبة بمساعدة الحلف في إغلاق هذه الحدود بإحكام».