في الوقت الذي قُتل وجُرح فيه 170 عراقياً أمس، عادت المواجهات الكلامية بين الحكومة العراقية من جهة، وخصومها السياسيّين من جهة ثانية، على خلفية الاتهامات التي ساقتها وزارة الداخلية أول من أمس لشخصيات سياسية ودينية عراقيّة بالضلوع في أحداث الزركة قرب مدينة النجف، والتي أودت بحياة العشرات في كانون الثاني الماضي.ولقي 60 عراقياً مصرعهم، فيما أصيب نحو 90 آخرين بجروح في سلسلة انفجارات وأعمال عنف شهدها العراق أمس، بينها هجمات بثلاث سيارات مفخخة في بغداد، وأخرى ضربت محافظات صلاح الدين وسامرّاء وكركوك وبيجي. في المقابل، أعلن الاحتلال الأميركي أمس عن مقتل جنديّين في هجومين منفصلين في بلاد الرافدين.
أمّا سياسياً، فقد دعت «القائمة العراقية الوطنية» أمس إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الاتهامات التي وجّهتها وزارة الداخلية العراقية أول من أمس ضدّ رئيسها إياد علاوي في شأن وجود صلة بينه وبين مرتكبي أحداث الزركة قرب النجف بين تنظيم «جند السماء» وقوات الأمن العراقية. وقالت القائمة، في بيان أمس، «إنّنا نطالب بتأليف لجنة من مجلس النواب ومجلس القضاء الأعلى ورئاسة الجمهورية إضافة إلى إشراك الأمم المتحدة للتحقيق في مثل هذه الاتهامات التي تصادر الحريات وتكمّ الأفواه وتشكل خطراً على مسيرة الديموقراطية في العراق».
وعزا النائب عن القائمة عزت الشابندر الاتهامات التي وجهت لعلّاوي إلى اعتماد الأخير في الآونة الأخيرة أسلوب التصعيد ضدّ حكومة نوري المالكي متوعّداً رئيسها بالإعلان قريباً عن تجمّع سياسي «يُنقذ الشعب العراقي من هذه الحكومة».
وكان المتحدّث باسم وزارة الداخلية العراقية عبد الكريم خلف قال أوّل من أمس إن نتائج التحقيق في قضية الزركة كشفت عن تورط «(الأمين العام لهيئة العلماء المسلمين) حارث الضاري وإياد علاوي ورجل الدين الشيعي محمود الصرخي من حيث التمويل والتخطيط»، مضيفاً أنّ «نتائج التحقيق رُفعَت إلى المحكمة الجنائية العراقية العليا الثامنة وهي ستقرّر من تستدعيه من السياسيّين أو رجال الدين في هذه القضية».
بدوره، رأى المتحدّث باسم «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ بشار الفيضي أنّ ما أعلنته وزارة الداخلية من علاقة الضاري بأحداث الزركة «فكرة سخيفة، ومحاولة من الحكومة للنيل من خصومها بأي ثمن».
في المقابل، نفى المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ما نقلته وكالة «رويترز» عن مصدر حكومي عراقي قال أمس إنّ الحكومة العراقية طلبت تعويضاً من شركة «بلاك ووتر» الأميركية قدره 139 مليون دولار لأسر ضحايا مجزرة ساحة النسور التي ارتكبتها في 16 أيلول الماضي وسقط خلالها 17 عراقياً مدنياً. وكشفت الدبّاغ عن أنّ حراس أمن تابعين لشركة أمنية أميركية خاصّة كانوا يرافقون قافلة من أربع سيارات تمرّ وسط بغداد قتلوا امرأتين مسيحيّتين في سيارة رمياً بالرصاص.
(الأخبار، أ ب، رويترز، د ب أ)