نيويورك ـ نزار عبود
بدت طريق القوات الدولية، المقرّر إرسالها إلى دارفور، أول من أمس، مقطوعة بالحواجز السياسية، رغم الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة وممثلو الدول المشاركة في القوة لتذليل العقبات. إذ إن صحراء دارفور الشاسعة قادرة على ابتلاع كل الجيوش، وشعبها لم يعد يملك حتى الصبر قوتاً.
الشعب الدارفوري يسمع بقوات الهجين الآتية من السماء، لكن دوابّها لا تجد كلأً ولا ماءً والسلاح كثير، ومؤتمر المصالحة أو مفاوضات السلام التي ستعقد في 27 من الشهر الجاري في طرابلس يشوبه الكثير من الشك بسبب إحجام فصائل، واستبعاد أخرى، عن المشاركة.
ولكي ينجح المؤتمر، لا بد من بذل الكثير من الجهد، وهو ما يتطلّب وقتاً طويلاً، لا تملكه قوات الهجين المقرّر انتشارها في دارفور. فأيّ انتشار ينتظر هذه القوات واتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب لم يكتمل بعد، ومؤتمر طرابلس مهدّد، والدول الغنية، التي لا يعجبها طغيان العنصر الأفريقي على القوات، تتقاعس عن تقديم الدعم اللوجستي والمالي الذي كانت تعد به.
وسيصل تعداد قوات الهجين إلى 26 ألف شخص، غالبيتهم من دول الاتحاد الأفريقي، بينهم 5500 موظف إداري وعامل مدني. وفي ظل غياب بنية تحتية في دارفور تسمح لهذه القوات بالتنقل وتغطية مساحات شاسعة من الإقليم، كان لا بد من البحث عن مانحي طائرات نقل ووسائل حماية للتنقل. لكن ما من دولة تقدّم المعدات ليقودها جنود من دولة أخرى. والسودان رفض مشاركة دول استعمارية التوجه، وقبل بمشاركة قوات أفريقية وآسيوية.
وخلال اجتماع في الأمم المتحدة مساء أول من أمس، قال نائب الأمين العام لشؤون حفظ السلام جان ماري غويهنو إن المبعوث الدولي يان إلياسون يبحث القضايا التقنية في الخرطوم أملاً بأن تسمح الحكومة السودانية بطائرات مروحية وعدد كبير من الشاحنات. وأكد وجود حاجة ملحة إلى نحو 24 طائرة مروحية لم تعرض الدول الغنية تقديمها بعد.
وترمي المباحثات مع الحكومة السودانية إلى قبولها بخطط الانتشار ونوعية القوات وعتادها. وقال غويهنو «قدمنا لائحة إلى وزير الخارجية السوداني لام أكول. ونأمل أن تكون اللائحة جيدة. هناك فريق فني حالياً في الخرطوم لتقويم الوضع على الأرض». وأضاف «لا نزال بحاجة إلى وسائل نقل. وإذا لم تكن هناك موارد كافية ستتأثّر مساعي السلام والانتشار على الأرض».