strong>سلطـــات الاحتـــلال تباشـــر إجـــراءات اعتبـــار غـــزّصصصة «كيانـــاً معاديـــاً»... وشهيـــد في الضفّـــة
أعادت سلطات الاحتلال أمس التهديد باجتياح قطاع غزة «والبقاء طويلاً في بعض مناطقه»، بالتزامن مع استمرار عمليات التوغل الإسرائيلية في القطاع، التي أدّت أمس إلى سقوط خمسة جرحى واعتقال خمسين فلسطينياً، في الوقت الذي استشهد فيه فلسطينيّ في الضفة الغربية.
وأعلن النائب السابق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشيه كابلينسكي، أمس، أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى احتلال مناطق في قطاع غزة والبقاء فيها طويلاً، مشيراً إلى أن ذلك سيسبقه ضرب للقيادتين العسكرية والسياسية لحركة «حماس».
وأضاف كابلينسكي، لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن «سياسة ضبط النفس الإسرائيلية يجب أن تنتهي، إذ لا يمكننا على مدى زمني طويل المرور مرور الكرام عن سياقات تعاظم قوة حماس في القطاع وإطلاق الصواريخ من دون انقطاع».
وشدّد كابلينسكي على أنه «في مكافحة منظمة عصابات (حماس) ليس هناك اختراعات، فمن أجل تفكيك البنى التحتية للإرهاب يحتاج الأمر الى علاج منهجي، وبالتالي العملية البرية هي موضوع وقت فقط»، موضحاً أن «هناك خطوتين تسبقان الخطوة البرية لم يجر العمل بهما بعد، ضرب القيادتين العسكرية والسياسية لحركة حماس، وتفعيل الضغوط المدنية (الفلسطينية) عليها».
وفي سياق التحضير للعدوان، ذكرت صحيفة «معاريف» أن إسرائيل قررت الشروع في تطبيق القرار الذي اتخذته الشهر الماضي باعتبار قطاع غزة «كياناً معادياً». وقالت الصحيفة «إن الطاقم المخوّل تنفيذ القرار برئاسة نائب وزير الدفاع ماتان فلنائي قرر حصر المواد المسموح بإدخالها إلى القطاع في الموادّ الخام للحاجات الإنسانية فقط ومنع إدخال مواد ثنائية الاستعمال من خشب وبلاستيك وحديد وما شابه».
وبحسب الصحيفة فقد قررت إسرائيل حرمان أهالي القطاع الاحتفال بعيد الفطر بمنع إدخال 1500 عجل إلى القطاع. ونقلت عن مصدر أمني قوله «لا يعنيني أن يحتفلوا بالعيد، يكفيهم توافر الحد الأدنى من الطعام».
كما تقرّر منع خروج أبناء قطاع غزة من القطاع منعاً باتاً باستثناء الحالات الإنسانية الطارئة على ألا يزيد عددها على 100 إلى 200 حالة، وسيتم قريباً البت في إمكان وقف إمدادات الماء والكهرباء أو خفضها إلى القطاع.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل «نقلت إلى مصر رسالة شديدة اللهجة عن تقصيرها في محاربة تهريب الأسلحة من سيناء إلى القطاع عبر معبر فيلادلفي». وأضافت إن نائب رئيس الحكومة إيلي يشاي نقل شخصياً رسالة احتجاج من رئيس الحكومة ايهود اولمرت إلى الرئيس المصري حسني مبارك.
وقالت إن مبارك ردّ على الادعاء الإسرائيلي بالغمز من قناة إسرائيل بقوله لضيفه «أنتم الذين أقمتم ورعيتم حماس، ولا يمكنكم دائماً اتهام مصر في كل شيء. ليس صحيحاً أن مصر لا تبذل جهداً لوقف التهريب، لكن المسألة ليست سهلة».
إلى ذلك، بيّنت معطيات إحصائية أعدها الجيش الإسرائيلي أن عدد الصورايخ والقذائف التي أطلقت من قطاع غزة باتجاه أراضي الخط الأخضر بلغ نحو 1000 في الشهور الأربعة الأخيرة. وبحسب هذه المعطيات فإنه منذ الرابع عشر من حزيران الماضي، أي بموازاة سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة. حصل ارتفاع ملحوظ في عملية الإطلاق الصاروخية والمدفعية، حيث تم إطلاق 350 صاروخاً و659 قذيفة، أطلقت غالبيتها باتجاه إسرائيل، وبعضها باتجاه قوات الجيش التي كانت تتوغل في داخل القطاع.
وعلّق مصدر عسكري إسرائيلي على هذه الإحصاءات بالقول إن «المنظمات الفلسطينية، برعاية حماس، تحاول المحافظة على خط ثابت من العمل ضد إسرائيل، ويتجسّد ذلك بقذائف الهاون التي لا تعدّ عملية خطيرة، بالرغم من الخطر الذي تنطوي عليه، وهي لا تؤدي إلى ردّ عسكري واسع من جانب الجيش الإسرائيلي، ويتيح لـ «حماس» مواصلة بناء القوة العسكرية في القطاع.
في هذا الوقت، قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي انسحب أمس من شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة بعد عملية توغّل محدودة أسفرت عن إصابة 5 فلسطينيين واعتقال 50 آخرين.
وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال الناشط في «كتائب شهداء الأقصى» محمد أبو سرور على يد قوة إسرائيلية بالتعاون مع جهاز الأمن العام (شاباك) في مدينة جنين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)