كما كان متوقَّعاً، تمّ تأجيل طلب الحكومة التركيّة تفويضاً برلمانياً لمدّة عام للقيام بتوغّل عسكري داخل إقليم كردستان العراق إلى الاثنين المقبل. وإذا كانت الحجّة الرسمية للتأجيل «انتهاء عطلة عيد الفطر»، فإنّ البعض ربطه بانتظار الحكومة التركية تصويت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي أمس على قرار «إبادة الأرمن» لتبرير تنفيذ الهجوم ردّاً على خطوة الكونغرس.ومساءً، استدعت أنقرة سفيرها لدى واشنطن للعودة إلى بلاده «للتشاور معه حول الخطوات المستقبليّة» التي ستُتَّخذ ردّاً على القرار الأميركي.
وقال سفير تركيا السابق لدى واشنطن فاروق لوج أوغلو «للأسف هناك صلة بين مشروع القرار الأميركي وأيّ توغل تركي في شمال العراق لأن الرأي العام التركي سيشعر بغضب بالغ تجاه الولايات المتحدة وكذلك الحكومة». ووافقت لجنة مجلس النواب الأميركي على القرار بغالبية 27 صوتاً مقابل 21، تمهيداً لطرحه على المجلس للتصويت عليه في جلسة عامة في منتصف الشهر المقبل، وسط ترحيب أرمني رسمي وشعبي.
ووصف الرئيس التركي عبد الله غول هذا النص بأنه «غير مقبول»، موضحاً أنّه يتجاوز التحذيرات المتكرّرة للحكومة التركية وتحذيرات الرئيس جورج بوش، الذي أعرب بدوره عن قلقه من إجراءات انتقامية دبلوماسية قد تلجأ إليها تركيا وأمر إدارته بالتحرّك ضد هذا النص.
وندّدت تركيا بشدّة بتبني لجنة الكونغرس نصّ «الإبادة»، ولم تتردّد الصحافة التركية الصادرة أمس في استخدام عبارات قاسية في توصيف النواب الأميركيين الـ 27 الذين أيّدوا النص، حيث كتبت صحيفة «فاتان» «27 غبياً أميركياً». بدورها دعت إدارة بوش مجدّداً أنقرة إلى عدم تنفيذ أي تحرك «ملموس» بعد موافقة اللجنة على مشروع القرار. وقال وكيل وزارة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز للصحافيّين «نأمل كثيراً أن يقتصر الإحباط على التصريحات وألا يتحول ألى تحرّك ملموس من شأنه أن يتدخل في النهج الجيد للغاية الذي نعمل به مع الاتراك منذ سنوات كثيرة». من جهة ثانية، حذّر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، تركيا أمس من القيام بأيّ عملية عسكرية محتملة في شمال العراق. وقال للصحافيّين عندما سئل عن هذه العملية المحتملة «أي احتمال لزيادة تعقيد الوضع الأمني في العراق يجب ألا يكون موضع ترحيب، وبالتالي هذه هي الرسالة التي نقلناها إلى أصدقائنا في تركيا».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)