تفاعلت قضية انسحاب الوزراء الجنوبيين من الحكومة السودانية مع رفض حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم مطالب وفد «الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان»، فرفض الرئيس السوداني عمر حسن البشير، قوبل بسلبية مع رفض الأخير تسلّم رسالة من الحركة الشعبية، في وقت ذكرت فيه مصادر مطّلعة أن اتصالات غير معلنة جرت بين «المؤتمر الوطني» و«الحركة الشعبية» لطي ملف الأزمة.وأعلن الناطق باسم الحركة دنغ قوج أن «البشير رفض تسلّم الرسالة شخصياً التي كُلّف تسليمه إياها نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار التي تحظى بشبه حكم ذاتي».
وأضاف قوج، المكلّف الاتصال في القطاع الشمالي في الحركة الشعبية: «بالنسبة إلينا، هذه إشارة سلبية تدلّ على التصعيد وإهمال مطالبنا». وتتضمّن المطالب التعديلات الوزارية الخاصة بأعضاء الحركة في الحكومة المركزية، إضافة إلى مخاوفها بشأن تداعي عملية السلام.
بدوره، قال نائب الأمين العام للحركة ياسر عرمان: «نحن نتطلّع إلى مشاركة دستورية متساوية». وأوضح أن رفض البشير خطط الحركة لتعديل مناصب وزارية في الحكومة الائتلافية أدّى إلى إشعال الأزمة». وطالب الرئيس «بتقديم إشارات واضحة وخريطة طريق لتنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل».
وربط عرمان حلّ المسألة «بموافقة الرئيس البشير»، مؤكداً أن «الحركة الشعبية لتحرير السودان ستسحب الوزراء مرّة أخرى إذا وجدت تراجعاً في التزام الحكومة في المستقبل». وأضاف: «يمكن هذه الأزمة أن تولد في أي وقت».
من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة رفضت الكشف عن اسمها أن مسؤولين رفيعي المستوى من المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية شرعوا إلى محادثات غير معلنة في محاولة لتجاوز الأزمة. وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قد اتّهم أوّل من أمس شركاءه في «الحركة الشعبية» بخرق اتفاق السلام في 50 قضية، وتجاوز الشراكة السياسية بينهما.
وفي السياق، أعربت الولايات المتحدة أول من أمس عن قلقها جراء انسحاب الحركة الشعبية (المتمردون السابقون في الجنوب) من الحكومة، واصفة الأمر بمثابة «ضربة» للسلام في دارفور.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كايسي: «نحن قلقون لأن الأحداث تهدّد بتوجيه ضربة إلى جهود السلام في دارفور والسودان».
إلى ذلك، جدّدت بعثة الأمم المتحدة في السودان أمس استعدادها لمساعدة الطرفين على تسوية خلافاتهما. وأعلنت المتحدثة باسم البعثة راضية عاشوري أن «الأمم المتحدة متحمسة للاتصالات والمشاورات التي ستجري على أعلى مستوى».
(رويترز، أ ف ب، د ب أ)