يبدو أنّ إجراءات انتقال السلطة الفعلية لقيادة «المجلس الإسلامي الأعلى في العراق» من السيد عبد العزيز الحكيم إلى نجله عمّار، تتسارع، مع عجز الأوّل عن ترؤّس صلاة عيد الفطر وإعلان عمّار أنّ حالة والده الصحّية سيّئة، وذلك بعد أيام من عودته إلى العراق وظهوره العلني الأول منذ 5 أشهر بعد تلقيه علاجاً لسرطان الرئة في إيران.وفي خطبة العيد، أطلق عمّار الحكيم مجموعة من المواقف يومي الجمعة والسبت الماضيين من شأنها إعادة تفجير السجالات السياسية الساخنة حول مواضيع خلافية، في مقدمها دعوته لتسريع تطبيق الفدرالية في البلاد، ما أثار ردّاً من التيار الصدري يهدّد بضرب «ميثاق الشرف» الذي وُقّع الأسبوع الماضي بين الفريقين المتنافسين.
ودعا الحكيم أول من أمس إلى الإسراع في تشكيل الأقاليم «بدءاً من الجنوب» في إطار نظام فدرالي لأنه في «مصلحة الشعب العراقي وأحد المداخل للحفاظ على وحدة هذا البلد»، مشدّداً في الوقت نفسه على «ضرورة الحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً وحكومة».
وفي السياق، رفض الحكيم إقامة «قواعد ثابتة للقوّات الأجنبية في العراق»، مشدّداً على ضرورة التوصل إلى «اتفاق أمني» مع الولايات المتحدة يضمن للعراق سيادته الكاملة وخروجه عن الوصاية الدولية». وأشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى أنّ «دفع العملية السياسية في العراق لا يمكن أن يُستكمَل إلا من خلال انفتاح إقليمي واسع في العراق»، مشدّداً على أهمية الدور العربي والحوار الإقليمي الدولي لحل المشاكل العالقة. وحدّد الحوار بين واشنطن وطهران بأنه «الطريق الوحيد لمعالجة المشكلات الإقليمية والدولية»
وزار الحكيم، أمس، محافظة الأنبار في بادرة أولى من نوعها يقوم بها مسؤول رفيع في المجلس الإسلامي الأعلى تجاه هذه المحافظة ذات الغالبية السنية، وخصوصاً أنّ قيادات المجلس سجّلت مواقف معارضة لتسليح الميليشيات السنية التي تقاتل «القاعدة».
في المقابل، رفض التيار الصدري أمس مطالبة الحكيم بتطبيق الفدرالية وتشكيل إقليم الجنوب، ووصف هذا الموقف بأنه «مغازلة لمشروع تقسيم العراق» الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في أيلول الماضي.
وقال المتحدّث باسم التيار الصدري في مدينة النجف الشيخ صلاح العبيدي، أمس، «في الوقت الذي خرج الكونغرس الأميركي بقرار تقسيم العراق، بات من الواضح أن الإصرار على تطبيق الفدرالية في وضع العراق المأسوي الراهن هو مغازلة للتوجهات الأميركية المعلنة».
على صعيد آخر، خسر جيش الاحتلال في عطلة عيد الفطر جنديّين أميركيّين، بينما قُتل أكثر من 40 عراقياً.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)