القاهرة ــ الأخبار
أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية المصرية لـ«الأخبار» أمس أن حكومة بلاده تتوقّع أن تقدّم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، خلال زيارتها إلى القاهرة اليوم، اعتذاراً رسمياً بسبب المعاملة الفظّة التي تعرّض لها مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ماجد عبد الفتاح. وتوقّّّع أن يلفت الرئيس المصري حسنى مبارك نظر رايس إلى ضرورة احترام قواعد العمل الدبلوماسية، وعدم التعرّض مجدداً للدبلوماسيين المصريين.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد قدّمت احتجاجاً رسمياً شديد اللهجة إلى نظيرتها الأميركية على توقيف عبد الفتاح‏ ودبلوماسي مصري آخر في شارع «فرست أفنيو» في نيويورك‏،‏ ومنعهما من المرور به‏.‏
وبحسب رواية المندوب المصري، فقد فوجئ عند عبوره الشارع في 28 أيلول الماضي،‏ بمنعه من المرور من قبل ضابط من الشرطة السرية الأميركية، الذي قال إنه مخصّص لغير العرب والمسلمين‏. وحين أصرّ السفير على متابعة سيره، اتصل الضابط بقائده‏ الذي جاء بعد ثلاث دقائق واطلع على هوية عبد الفتاح‏ والدبلوماسي‏،‏ وسمح لهما بالمرور‏.‏
وأصرّ وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على تقديم احتجاج شديد اللهجة،‏‏ مشيراً إلى أن التفرقة بين المسلمين وغيرهم هي «عنصرية‏» ولا يمكن القبول بها‏.‏ وطالبت مصر في احتجاجها واشنطن باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الواقعة‏.‏ وأشارت مذكرة الاحتجاج إلى أن الضابط وصف السفير المصري بأنه «متعصّب أو متطرّف». ورأى أن «اسمه الإسلامي سبب منطقي لتوقيفه». إلاّ أن الرواية الأميركية تبدو مناقضة تماماً، إذ قالت تقارير صحافية أميركية إن المندوب المصري كان يهرول للّحاق باجتماع هام، وفوجئ أثناء عبوره الشارع بتجميد المنطقة وإغلاقها ضمن إجراءات أمنية لحماية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، قبل أن توقفه شرطة نيويورك. وسرعان ما أظهر عبد الفتاح هويته، مؤكّداً للضابط تأخره عن أحد الاجتماعات، ثم مضى من دون الاكتراث لأوامر الضابط بعدم المرور.
واعتُرض الدبلوماسي المصري مجدداً أثناء اجتيازه بعض الموانع الموجودة في الشارع بواسطة ضابط آخر، فما كان منه «إلاّ الاعتراض على هذه الإجراءات، متمتماً ببعض الكلمات التي تحمل إهانة لرجل الأمن. ثم رفع الحاجز المعدني وألقاه على الرصيف وهو في حال انفعال شديد، باصقاً على الضابط، وهدّده بعدم الصمت حيال هذه الممارسات».
وبينما تطالب بعض الدوائر المصرية بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بحق السفارة الأميركية، التي تحولت إلى قلعة حصينة، قالت التقارير الأميركية إن التحقيق المبدئي من الجانب الأميركي أشاد بتصرفات الضباط، واصفاً ما قاموا به بـ«العمل الاحترافي». كما أن الاحتجاج المصري ليس مقبولاً، بل يثير حالاً من الغضب في أوساط الأجهزة الأمنية.